هي مدونة الكترونية تعنى بالوسائل التعليمية والطرق الحديثة للتعليم والتعلم ، واأتمنى أن أقدم من خلالها ما يفيد ويضيف الى هذا الحقل التربوي المميز وسأقدم لمحة بسيطة عن تاريخ الوسائل التعليمية وتطورها وتعريفها :في التعليم.
الوسائل التعليمية :
عرفت الوسائل التعليمية تطورات هائلة،نتيجة التقدم التكنولوجي الكبير الذي عرفه العالم، فقد مرت بتسميات مختلفة، إلى أن أصبحت تعرف اليوم بـ "تكنولوجيا التعليم"، و هذا المفهوم أعم و أشمل من مصطلح "الوسائل التعليمية"، حيث لم يعد فقط هو مجموع الأجهزة و الأدوات المساعدة و المسهلة للعملية التعليمية،بل أصبح علما قائما بذاته، و هو علم توظيف المستحدثات و النظريات العلمية لتطوير و الرقي بمردودية التعليم و التعلم.
و لعل أهم التسميات التي عرفتها الوسائل التعليمة تاريخياً هي:
الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل (السمعية-البصرية)، الوسائل التعليمية، وسائل الإيضاح ، الوسائل المعيّنة ، المعيّنات الديداكتيكية، الدعامات الديداكتيكية، الوسائط التعليمية، تكنولوجيا التعليم.
تعريفات الوسيلة التعليمية :
التعريف الأول:
هي أجهزة و أدوات ومواد يستخدمها المدرس لتحسين عملية التعليم والتعلم.
التعريف الثاني:
هي كل وسيلة تساعد المتعلم على الفهم و الاستيعاب و الإدراك.
التعريف الثالث:
المعينات الديداكتيكية هي: جميع الوسائط التي تستخدم في الأنشطة التعلمية لتسهيل اكتساب المفاهيم و المعارف و المهارات و خلق المناخ الملائم لتنمية المواقف و الاتجاهات، فهي تساعد المتعلم على التحقق من الافتراضات المقدمة.
تعريف تكنولوجيا التعليم ( التسمية الحديثة للوسائل التعليمية) :
تكنولوجيا التعليم هو علم توظيف النظريات والمستحدثات العلمية لتحقيق أهداف التعليم بفاعلية و بطريقة أسهل وأسرع وأقل تكلفة، فتكنولوجيا التعليم تشمل بالإضافة إلى الأدوات و المواد و الأجهزة ، الطرق و البرامج و الخدمات الموظفة في المجال التربوي. و هناك من يرى أن تكنولوجيا التعليم عملية مركبة، تشمل الأفراد والإجراءات والأفكار والأدوات، والتنظيم من أجل تحليل المشكلات، وتنفيذ وتقويم الحلول المتعلقة بالتعليم.
التطور التاريخي للمفهوم :
1- التعليم المرئي:
يرجع استخدام الوسائل التعليمية إلى القدماء المصريين، لأنهم أول من فطنوا إلى أهمية استخدام الوسائل التعليمية في تعليم النشء الصغير الكتابة والحساب، حيث كانوا يستخدموا في ذلك قطع من الحجارة والحصى ، وكذلك كانوا يستخدموا النقش على المعابد والأحجار لتعليم الكتابة، فكانوا يطلقون عليها وسائل معينة على الإدراك لأنها تساعد الطفل على إدراك الأشياء التي يتعلمها.
ونظراً لاعتقاد المربين بأن التعليم يعتمد أكثر على حاسة البصر وأن من 80 إلى 90% من خبرات الفرد في التعليم يحصل عليها عن طريق هذه الحاسة، لذلك أطلق عليها الوسائل البصرية.
2- التعليم المرئي و المسموع:
رغم ظهور مصطلح الوسائل البصرية إلا أنه ظل قاصراً، لأن التعليم في وجود هذا المصطلح يكون قاصراً على حاسة البصر فقط، في حين أن المكفوفين يتعلمون عن طريق حاسة السمع، لذلك ظهر مصطلح الوسائل السمعية - بصرية وهو يعتمد على حاستي السمع والبصر معاً في التعليم.
3- التعليم عن طريق جميع الحواس:
وبالرغم من معالجة القصور في مصطلح الوسائل البصرية، وظهور مصطلح الوسائل السمعية - البصرية، إلا أن هذا المصطلح به قصور أيضاً لأنه يقصر التعليم على حاستي السمع والبصر فقط، في حين أن الفرد يستخدم جميع حواسه المختلفة في التعليم مثل حاسة الشم واللمس والتذوق. لذلك ظهر مصطلح الوسائل التعليمية وهو أكثر شمولاً ولا يعتمد على حاسة واحدة بل على جميع الحواس المختلفة للفرد.
4- معينات التعلم/وسائل الإيضاح:
بعد ذلك، أصبحت الوسائل التعليمية تعتبر كمعينات للتدريس أو معينات للتعليم، فسميت وسائل الإيضاح نظراً لأن المدرسين قد استعانوا بها في تدريسهم، ولكن بدرجات متفاوتة كل حسب مفهومه لهذه المعينات وأهميتها له، وبعضهم لم يستخدمها، وقد يعاب على هذه التسميات بأنها تقصر وظائف هذه الوسائل على حدود ضيقة للغاية.
5- الوسائط التعليمية:
كانت الوسائل التعليمية تعتبر وسيط بين المعلم (المرسل) والمتعلم (المستقبل) أو أنها القناة أو القنوات التي يتم بها نقل الرسالة (المعرفة التعليمية) من المرسل إلى المستقبل. ولذلك فإن هذه الوسائل متعددة ويتوقف اختيارها على عوامل كثيرة منها الأهداف التعليمية وطبيعتها و الكفايات المراد تنميتها، وخصائص المتعلمين.
6- تكنولوجيا التعليم:
وفي هذه المرحلة بدأ النظر إلى الوسائل التعليمية في ظل أسلوب المنظومات أي أنها جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة في العملية التعليمية، حيث بدأ الاهتمام ليس بالمواد التعليمية أو الأجهزة التعليمية فقط ولكن كذلك بالإستراتيجية و الطريقة التعليمية.
هذه المنظومة توضح كيفية استخدام الوسائل التعليمية لتحقيق التعلمات ، آخذاً في الاعتبار معايير اختيار الوسائل وكيفية استخدامها. أو بمعنى آخر يقوم المدرس باتباع أسلوب الأنظمة فتكون الوسائل التعليمية عنصراً من عناصر نظام شامل لتحقيق أهداف الدرس وحل المشكلات.