الأحد، 6 نوفمبر 2016

أفكار تربوية في تربية الأبناء ذوي الإحتياجات الخاصة





اعداد- محمد ابو سليم

تلعب الأسرة دوراً هاماً وحيوياً في تربية أبنائها ورعايتهم وإعدادهم إعداداً متوازناً يحقق تنمية شخصياتهم في جميع جوانبها، فمن خلال الأسرة يتعلم الفرد العادات والتقاليد والأعراف والقيم واللغة والاتجاهات والتوقعات وأساليب إشباع الحاجات السائدة في المجتمع، فغياب دور الأسرة تجاه أفرادها المعاقين له أخطاره النفسية والاجتماعية على شخصياتهم.

وإذا كان للأسرة أهمية قصوى لدى أفرادها الأسوياء الذين يملكون القدرات الجسمية والعقلية التي تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم وتلبية مطالبهم وتغيير أوضاعهم وبيئاتهم بأنفسهم كي يحققوا قدراً كافياً من التكيف النفسي والاجتماعي في المجتمع الذي يعيشون فيه، فإن أهمية الأسرة تزداد لدى أفرادها المعاقين الذين تحول قدراتهم دون الاعتماد على أنفسهم.

هذا وتلقي أوضاع الأطفال المعاقين أعباء ضخمة على كاهل الأسرة والمدرسة والمجتمع وذلك انطلاقاً من حق المعاق في التمتع بإنسانيته، فالنقص الذي يعاني منه المعاق ويحول بينه وبين مجاراة أفراد المجتمع في الواجبات يجب ألا يعوقه عن تمتعه بإنسانيته، ولذا فإن مسؤولية خاصة تقع على عاتق الأسرة في تربية الطفل المعاق.


تأثير الإعاقة على الأسرة وردود الفعل لولادة طفل معاق ومراحل تكيف الأسرة مع المعاق

إن ولادة طفل معاق للأسرة يؤدي في البداية لدى جميع أفراد العائلات وأبنائها إلى رد فعل صعب جدا والذي يرفض وجود الطفل في الأسرة ولكن مع الزمن والمحادثات والإرشاد الذي تحصل عليه الأسرة فان الفكرة تتغير وتصبح عكس ذلك، حيث أن العائلات تبدأ بالاهتمام بهذا الطفل. وغالباً ما تواجه اسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها التكيف والتعايش مع وجود الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الوقت ذاته فان هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة.

والإعاقة ووجود طفل معاق في الأسرة هي من الأحداث المزمنة والمستمرة والطويلة وهي أزمات مأساوية غير متوقعة في حياة الأسرة، وحيث إن الأسرة تلعب دوراً هاماً في المساهمة في تكيف الفرد المعاق من حيث أن أفراد الأسرة وخصوصاً الوالدين حيث يقضون فترات طويلة مع الشخص المعاق والذي يؤدي إلى اكتساب أنماط من السلوك الفكري والوجداني، فلا غرابة في أن تكون الجهود المبذولة لمساعدة الأسرة التي لديها أطفال ذوي احتياجات خاصة ودعمها متنوعة ومختلفة، وتشمل مدى واسعاً من الخدمات التي تتراوح بين إرشاد الأسرة وتدريبها، أو إقامة شبكات دعم اجتماعية ومهنية متخصصة، تقود الشخص إلى أن يحظى بعناية الآخرين ومحبتهم وبأنه جزء من شبكة تواصل والتزامات متبادلة 

ردود أفعال الوالدين : 

 -
الصدمة  :
وهي أمر طبيعي، إلا أن درجة الصدمة ومداها يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها ووقت اكتشافها.

-
الإنكار :
 
وهي حيلة دفاعية عند المواقف الصعبة، فيميل الفرد إلى إنكار ما هو غير مرغوب أو متوقع ومؤلم ويوفر الإنكار نوعاً من الوقاية الذاتية والراحة النفسية ضد الحقائق المؤلمة، وقد يقلل الآباء من درجة الإعاقة ونكرانها، وهذا لن يؤدي إلى اختفاء المشكلة، وقد يؤثر الإنكار على العلاقة الزوجية، ويسبب الضغط النفسي والانفعالي الشديد، وإلقاء اللوم كل منهما على الآخر على أساس انه السبب في المشكلة.

-
الأسى والحزن :
ولعل الأسى والحزن على حرمان الطفل من كثير من الاشباعات والحاجات الناجمة عن إعاقته.

-
الغضب أو إسقاط اللوم على الآخرين :
وهي مشاعر قد تبدو طبيعية في ظل الاحباطات التي تتعرض لها الأسرة نتيجة الإعاقة، وقد يتم التعبير عنها بالشكوى، كما قد يتم إسقاطها إلى مصادر أخرى كالطبيب والأخصائي والمعلم، وإسقاط اللوم على الآخرين من صور ردود الفعل من جانب الوالدين.

-
الشعور بالذنب :
 
وهي مشاعر قد تسود في ظل ثقافة يرى البعض أن الإعاقة عقاب من الله، أو الإحساس بالتقصير أو الشعور بالمسؤولية السببية عن الإعاقة سواء بالوراثة أو تناول أدوية أثناء الحمل، وقد يلعب الشعور بالذنب دوراً تكيفاً حين يتيح للوالدين مراجعة وتقييم معتقداتهما، أو إعادة تقييم مدى مسؤولياتهما عن الأحداث الحياتية المختلفة.
-الخجل والخوف:
ففي ظل ثقافة يعتقد البعض فيها أن إعاقة الطفل هي عقاب على خطيئة قد يحاول الوالدان تجنب مخالطة الناس، أو عزل الطفل المعاق خجلاً أو خوفاً من ردود أفعال الآخرين.

-
الاكتئاب :
ويعني هنا الغضب الموجه نحو الذات، ويحدث ربما حين يشعر الآباء بالعجز أو أنهم كان يمكنهم عمل الكثير للوقاية من الإعاقة، لذا فان غضبهم من أنفسهم لأنهم لم يفعلوا كل ما باستطاعتهم.

 -
القلق :
هو ناجم عن المسؤوليات الجسمية والضغوط الهائلة والاحتياجات الخاصة المترتبة على إعاقة الطفل.

-
المساومة :
 
وهي المساومة مع العلم، والرجاء من الله أو أي شخص أخر علاج الطفل، أنها آخر خندق للمحاولة من قبل الأهل لتغيير ظروفهم .


 -
القبول والاعتراف بالإعاقة والتكيف معها:

ولا يجد الوالدين في نهاية المطاف مفراً من قبوله كما هو، والتكيف مع الإعاقة، وقد لا يصل الوالدان لهذا المستوى  إلا بعد فترات صعبة ومعاناة قاسية، حيث "التقبل" هو الخطوة النهائية لردود الفعل ومراحله، وقد يكون هذا التقبل بالاعتراف بوجود الإعاقة أو الرضا بقضاء الله وتقبل الطفل بإعاقته أو تقبل الذات نفسها.


مشكلات اسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة :
هي الصعوبات التي تعاني منها اسر الأطفال المعاقين والتي تتمثل في المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تستلزم طريقة تدخل مناسبة للحد منها. غالبا ما تواجه اسر الأطفال المعاقين كثيراً من المشكلات الخاصة اثناء محاولتها "التكيف والتعايش" مع وجود الأطفال المعاقين، لذا فان اسر الأطفال المعاقين تكون عرضة للضغوطات النفسية والاجتماعية أكثر من غيره، فقد بينت الدراسات والملاحظات العادية عدة أنواع من الاستجابات التي تدل على تعرض والدي الطفل المعاق لمستويات من الضغط. 
   

المشكلات والضغوطات التي يعاني منها المصابون بالإعاقة وأسرهم :

-
المشكلات الاقتصادية: هي الصعوبات المتصلة بالضغوط المادية الناجمة عن إعاقة الطفل نتيجة لإلحاقه بمراكز التربية الخاصة وعرضه على الأطباء واحتياجات الطفل، وتدني الدخل الشهري.


-
المشكلات الاجتماعية: وهي الصعوبات التي قد تواجه الأسرة سواء أكانت على صعيد العلاقات داخل الأسرة أي بين الزوجين، وبين الأم والطفل المعاق، وبين الأم والأطفال الآخرين، وبين الأخوة والطفل المعاق، أو على صعيد العلاقات الخارجية، أي بين الأسرة والجيران والأصدقاء والأقارب.

-
المشكلات الأسرية: إن إعاقة الفرد هي إعاقة لأسرته في نفس الوقت، حيث أن الأسرة بناء اجتماعي يخضع لقاعدة التوازن الحدي ووضع المعاق في أسرته يحيط بعلاقات قدر من الاضطراب طالما كانت إعاقته تحول دون كفايته في أداء دوره الاجتماعي بالكامل.

 
كما أن سلوك "المعاق" المسرف في الغضب أو القلق أو الاكتئاب تقابل من المحيطين به سلوك مسرف في الشعور بالذنب والحيرة مما يقلل من توازن الأسرة وتماسكها، وهذا يتوقف على مستوى تعليم الوالدين وثقافتهما ومدى الالتزام الديني بين أفراد الأسرة.   


-
مشكلات الصداقة: إن عدم شعور المعاق بالمساواة مع زملائه وأصدقائه وعدم شعور هؤلاء بكفايته لهم، يؤدي إلى استجابات سلبية لينكمش المعاق على نفسه وينسحب من هذه الصداقات.


-
المشكلات الترويحية: حيث ان الإعاقة تؤثر في قدرة المعاق على الاستمتاع بوقت الفراغ وحيث تتطلب منه طاقات خاصة لا تتوفر عنده، كذلك الأسرة لا تتمتع بأوقات الفراغ بسبب الرعاية المتواصلة للطفل. 


-
مشكلات العمل: هناك بعض المشكلات التي تواجه الأسرة وهي عدم قبول أرباب العمل لتشغيل المعاق، او عدم تكييف جوانب العمل مع الإعاقة.


-
المشكلات الطبية: يحتاج المعاق في كثير من الأحيان إلى العناية الطبية والإقامة في المستشفى للعلاج، وهذا يجعل الطفل منفصلاً عن والديه وأسرته وينفرد عنهم، فيشعر الوالدان أنهما لا يستطيعان مساعدة الطفل على تخطي هذه المشاعر.


-
المشكلات التعليمية: تنتج هذه المشكلات نتيجة عدم توفر مدارس خاصة لبعض الإعاقات أو بعد المراكز أو المدارس عن المنزل، أو العبء المادي المترتب على دخول الطفل المعاق المركز. 


-
المشكلات النفسية الناتجة عن الإعاقة: هي الصعوبات التي تتعرض لها الأم المتمثلة في مشاعر القلق والحزن واليأس والخوف على مستقبل الطفل المعاق.


الحاجات الخاصة بأسر المعاقين:

 -
الحاجة إلى الدعم النفسي من الأخصائيين طلباً للمساعدة بسبب ما تعانيه الأسر من وجود معاق كأحد أفراد الأسرة، وعندما تكون الأسرة تحت وطأة الضغوط وعدم القدرة على التعايش مع الإعاقة.

-
الحاجة إلى الدعم الاجتماعي بسبب ما تعانيه الأسرة من تمييز ضدها نظراً لوجود فرد معاق في الأسرة، ومساعدة الوالدين على عدم الانسحاب والعزلة الاجتماعية وتشجيعهم على التفاعل الاجتماعي وما يتطلب ذلك من مساعدة كاملة من المجتمع المحلي ومن جميع المصادر المختلفة.

 -
الحاجة إلى توفير المعلومات الدقيقة عن طبيعة الإعاقة التي يعاني منها احد أفراد الأسرة وكيفية التعامل معه ضمن نطاق روتين الحياة اليومية.

 -
الحاجة المرتبطة بوظيفة الأسرة وتحديد الأدوار وإيجاد وتوفير وقت للراحة الاستمتاع بأوقات الفراغ بسبب استنزاف طاقات أفراد الأسرة ووقتهم لرعاية المعاق.

 -
الحاجة إلى الدعم المادي وتوفير الأموال اللازمة للعناية بالمعاق، مثل فقد السمع وما يتطلب الحالة من معينات سمعية وتخطيط سمعي وتدريب سمعي..وكل ذلك يعد عبئاً على الوالدين.

-
الحاجة إلى تشكيل جمعيات أو نواد تضم اسر الأفراد المعاقين.

 -
الحاجة إلى الخدمات المجتمعية التي تلبي احتياجاتهم ومعرفة كيفية الوصول إلى تلك الخدمات الموجودة في المجتمع.

الحاجات النفسية والاجتماعية للمعاق:

الطفل المعاق  إنسان كغيره له حاجاته الأساسية التي يرغب في إشباعها ويعمل على ذلك الأساليب والطرق المناسبة له والتي تتفق مع قدراته وإمكانياته، كما وله حاجاته الخاصة والتي ظهر لديه بسبب الإعاقة والظروف التي مر بها، وهذه الاحتياجات الضرورية والمميزة التي تخص المعاقين هي:
-احتياجات فسيولوجية جسدية: وهي الحاجات الخاصة بالمحافظة على التوازن الفسيولوجي الضروري للجسم مثل: الحاجة للكل والشرب والملبس والراحة ...وغيرها. حيث يكون المعاق بحاجة إلى الأجهزة التي تساعده على استعادة لياقته الجسدية وتعويضه عن ما فقده بسبب الإعاقة التي حدثت له.

-احتياجات أسرية: يلعب اتجاه الأسرة نحو المعاق دورا مهما ورئيسيا في حياته، سواء كان الاتجاه نحو المعاق ايجابياً أو سلبياً، فقد يزيد الأمر سوءاً عندما يكون الاتجاه السلبي نحو الآخرين، ولا شك إن الوالدين اللذين يرزقان بطفل معاق تعد خبرة مؤلمة بغض النظر عن طبيعة الإعاقة، كما إن لطبيعة العلاقة العاطفية في الأسرة تأثيراً على شخصية المعاق. والأسرة التي طفلها معاق إعاقة شديدة يكون بمنزلة صدمة عنيفة لها، وخيبة أمل، واكتئاب، ويشعر الوالدين بالخجل والذنب والإحباط، وكذلك الحال بالنسبة للإخوة، فقد يجد الرفض وعدم القبول من إخوته، مما ينعكس ذلك على مساعدته له، وقد تولي الأسرة المعاق حماية زائدة، مما يجعله في مرحلة الطفولة شبه الدائمة، وقد ينجح أفراد الأسرة في جعل نمو المعاق يسير سيراً عادياً عن طريق المعاملة السليمة والاحترام، وجعل حياته قبل حياة إخوته العاديين


 -
احتياجات نفسية إرشادية : لكي يتقبل المعاق إعاقته ويستطيع العيش بسلام مع نفسه فهو بحاجة إلى الإرشاد للمساعدة على التكيف وتنمية شخصيته بصورة صحيحة تتناسب مع الآخرين،  ولخص كليمك (Klimce)  الحاجات النفسية بما يلي:

أ-الشعور الزائد بالنقص، مما يعوق تكيفه الاجتماعي.

ب-عدم الشعور بالأمن، مما يولد لديه مخاوف وهمية مبالغ فيها.

ج-الشعور الزائد بالعجز: مما يولد لديه الإحساس بالضعف والاستسلام للإعاقة.

د-سيادة مظاهر السلوك الاجتماعي: وأبرزها التعويض، والإسقاط، والتبرير..
-احتياجات تعليمية : المعاق كغيره من الأفراد بحاجة إلى التعليم، لذا يجب توفير فرص التعليم المتكافئ لمن هم في سن التعليم، والحاجة إلى الدمج في المجتمع الذي يعيش فيه المعاق وتقديم الخدمات التربوية والعلاجية والتأهيلية ضمن الإطار المجتمعي مع أقرانهم العاديين.

-
احتياجات تدريبية : يمكن حدوث ذلك عن طريق توفير فرص التأهيل وتدريبه على ما يناسب قدراته وإمكانياته.

 -
احتياجات مهنية: تتمثل هذه الحاجات بقلة الفرص المتوفرة أمام المعاق للحصول على مهنة أو عمل مناسب، مما يؤكد النظرة العامة المتمثلة بالإهمال لهذه الفئة، كذلك الفكرة السائدة لدى أصحاب الأعمال من أن المعاق اقل اكتساب وأكثر تعرضا للإصابة إضافة لقلة توفر الأعداد المهني المناسب المتمثل بالتأهيل، وإعادة التأهيل أو عدم وجود تشريع ملزم بتشغيل المعاق، وتعد المشكلات المهنية من اشد المشكلات عمقا، فالتعليم العام قد يكون متوفراً إلى حد ما، أما الأعداد المهني المناسب فهو مشكلة عميقة. والفرد المعاق بحاجة إلى التوجيه المهني المبكر والاستمرار فيه حتى ينتهي بالمهنة النافعة، وتشغيله.


7-
احتياجات اجتماعية :  وتتمثل الاحتياجات الاجتماعية بما يلي:

-
تدعيمية: تحقيق الاحتياجات التي تدعم المعاق في الأعمال التي يقوم بها مثل خدمات المساعدة التربوية والمادية.

-
ثقافية: الحاجة إلى التعديلات والتسهيلات البيئية المختلفة والتي تشمل المداخل والممرات، والحاجة إلى توفير الأدوات والأجهزة المساعدة الضرورية مثل الكراسي المتحركة والسماعات وأدوات بطريقة بريل..

-
الحماية: بحاجة إلى توفير الحماية من بعض الجوانب لان من الصعب أن يكون في موقف منافسة مع الآخرين في البداية  

 -
احتياجات اقتصادية: تتسبب الإعاقة في الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تدفع المعاق إلى مقاومة العلاج، ومنها:

1-
تحمل الكثير من نفقات العلاج.

2-
انقطاع الدخل وانخفاضه، خاصة إذا كان المعاق هو العائل الوحيد له ولأسرته، حيث ان الإعاقة تؤثر في انقطاع الدور الذي يقوم به.

 -
احتياجات تشريعية: إن دول العالم كافة تسن تشريعات تنظم خدمات الرعاية الاجتماعية للمعاقين، وهناك قوانين تلزم بإنشاء الهيئات اللازمة لتوفير خدمات التأهيل المهني للمعاقين، وذلك نتيجة الاعتراف العالمي بحق المعاق في أن يحيا حياة كريمة، فعدم الالتزام بهذه القوانين يؤدي إلى ايجاد مشاكل عديدة لدى المعاق، فلذلك لا يجوز حرمان المعاق الذي يتم تشغيله وفقا لقوانين الدولة من أية مزايا أو حقوق مقررة للعاملين الآخرين في الجهات التي يعملون بها.

دور المرشد في مساعدة الأهل

قد يبالغ الأهل في العطف وتدليل المعاق أو يبالغون في القسوة عليه والتشدد في معاملته أو إهماله والا يرجون منه الفائدة، لهذا من الضروري وجود الأخصائي الاجتماعي وتدخله في الوقت المناسب لمساعدة الأهل، وتتلخص مسؤوليته في الآتي:

1-
مساعدة الأسر على تقبل الأسر الصدمة، تبصيرهم بالمشكلات التي يعاني منها ابنهم وكيفية علاجها والتعامل معها، وتزويدهم بالمعلومات والتعليمات التي تتعلق بالإعاقة وطريقة التعامل معها، وتدريبهم على المهارات اللازمة للتعامل مع أبنائهم.

2-
تعديل اتجاهاتهم نحو المعاق، فلا يبالغون في العطف عليه ولا في كراهيته ونبذه، يمكن مساعدة الأسرة على التخلص من الاتجاهات السلبية نحو الطفل وتطويره اتجاهات ايجابية وواقعية نحو قدرات المعاق.

3-
تعديل طموحات الآباء بالنسبة للمعاق فلا يسعون للشفاء التام، ولا ييئسون من تحسنها في المستقبل. 

4-
مساعدة الآباء على إشباع حاجات ابنهم من دون إفراط.

5-
مساعدتهم على إلحاق ابنهم بمراكز التربية الخاصة ومراكز التأهيل المهني وتشجيعهم على متابعته والعناية به.

6-
مساعدة المعاق على الاستفادة من الخدمات الوقائية والعلاجية والترفيهية والتي توفرها الدول لأقرانهم العاديين.

7-
مساعدة المعاق الذي أتم تأهيله في الحصول على عمل مناسب ومتابعته حتى يتوافق مع العمل، وتشجيعه على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة في العمل والأسرة، وضع خطط تساعد الأسرة على مواجهة الضغوط والمشاكل التي يتعرضون لها. .

8-
مساعدة أسرة المعاق على علاج الصعوبات التي تواجهها في رعاية المعاق، وتقديم المساعدة في توفرها الدولة لرفع مستواها الاقتصادي والاجتماعي.

9-
تشكيل مجالس الآباء والأمهات والمجموعات الضاغطة من الأهالي والعمل على منح الآباء والأمهات الإمكانية في المشاركة في اتخاذ القرارات وإصدار التشريعات والأنظمة المتعلقة بالخدمات المقدمة للمعاقين والحقوق الخاصة بهم.

10-
تعريف الأسرة بمصادر المجتمع المتاحة من الخدمات التعليمية والتأهيلية للفرد المعاق والخيارات المتاحة.

11-
تعريف الأسر بأهمية الترابط الأسري وخصوصاً تنمية العلاقات الزوجية لأنها تساعد على المواجهة الجيدة لكثير من الضغوط التي يسببها وجود معاق في الأسرة.

مسؤوليات الأسرة اتجاه الطفل المعاق

لا شك أن الإعاقة توهن من قدرة صاحبها وتجعله في أمس الحاجة إلى عون خارجي واعي يرتكز على أسس علمية وتكنولوجية تعيده إلى المستوى الطبيعي أو ما يقرب منه،

لذا كان لأسرة المعاق العديد من الواجبات اتجاه المعاق بداخلها، وهذه الواجبات تتمثل في:

1-
الاقتناع والتقبل للولد المعاق لأن هذه الخطوة أساسية في علاجه.

2-
تحديد واجباتنا تجاهه بالابتسامة الدافئة والحماية ثم تعليمه.

3-
تدريبه على أسس الحياة اليومية.

4-
أن يحسسوه بوجوده ويعززوه عند كل نجاح.

5-
ألا يسخروا منه وان كان عن طريق المزاح.

6-
ألا يعزلوه عن الناس وبخاصة الأصدقاء من سنه.

7-
أن يتعرفوا على واقع إعاقته بكل وجودها ومضاعفاتها.

8-
أن يخضعوه للمعالجة الطبية والتأهيل الاجتماعي بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة.

9-
ألا يكلفوه بأعمال تفوق قدراته حتى لا يصاب بالإحباط.

10-
أن يتوقعوا منه الكثير حتى إذا أخطأ، ولا يلجأون إلى عقابه.

11-
أن يتحلوا بالصبر في تربيته وتعليمه.

12-
الاتزان في معاملته.

إرشادات لأولياء الأمور لاتباعها كقواعد لتربية الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في الأسرة :

من اجل أن يستطيع أولياء الأمور العمل مع طفلهما بنجاح، فمن المهم مساعدتهم في فهم واتباع الإرشادات التالية:

1 -
امتدح نجاح طفلك والأشياء التي يعملها بشكل صحيح لو كانت صغيرة.

2 -
التزم بشكل ثابت بما تقول وما تعمل في ظل القواعد التي تطلب عن طفلك اتباعها.

3 -
عندما لا ينجح طريق ما لمساعدة طفلك لكي يتعلم، فحاول تجريب أساليب أخرى.

4-
ألا تلجأ إلى الحماية الزائدة بحجة أن الابن المعوق أحوج من أخيه العادي إلى المساعدة والمساندة بسبب عجزه لأن هذا يعوق نمو الشخصية ويشعره بأنه أدني من الآخرين.

5-
ألا يضع الوالدان للابن المعاق مستويات طموح تفوق قدراته الحقيقة.

6-
لا يصح بحال من الأحوال المقارنة بين المعاق وأخيه العادي سواء في الجوانب الايجابية او السلبية في الشخصية 

  
دور الأسرة :

اولا : دور الأم- أو ما ينوب عنها عند استلامها الطفل من رياض الأطفال:

   
أ- تلاحظ طفلها (مظهره_ انفعاله) .

   
ب-تتحدث مع المعلمة مستفسرة عن سلوك طفلها.

   
ج-تطلب من المعلمة بعض الواجبات التي تساعدها على التعامل مع طفلها في المنزل (تربط بمفهوم تربية طفل ما قبل المدرسة من خلال اللعب) .

-
ماذا تفعل الأم أو ما ينوب عنها أثناء ذهابها مع الطفل إلى المنزل ؟

   
أ- تحدثه عن ما فعله أثناء تواجده بالروضة.

   
ب-تتحدث عن يشاهده أثناء سيره في الطريق.

   
ج-تجاوب على الأسئلة التي يوجهها الطفل إليها.

   
د-تسأله عن بعض الأمور الخاصة به.

-
علاقة الأم بطفلها في المنزل: تعمل على:

   
أ-أن يضع الطفل أدواته في أماكنها.

   
ب-يخلع ملابسه ويعلقها في أماكنها.

   
ج-يذهب إلى الحمام ويغسل جراباته.

   
د-يلبس الملابس النظيفة.

   
هـ يتعاون مع الأسرة في تنظيف المائدة.

   
و-يساهم في رفع المائدة.

   
ز-يحمد الله على ما أعطاه من نعم.

   
ح-يغسل يديه بعد الأكل.

-
دور الأم وقت لعب الطفل:

   
أ-تخصيص له مكان للعب يحتوي لعباً يفضلها.

   
ب-تشجيع الطفل على اللعب مع الآخرين.

   
ج-تفضلي أن يكتب ابنك أم يرسم أم يلعب؟؟

   
د-حينما يسأل ابنك سؤالاً لا تعرفيه، تقولي له اسأل بابا- أختك الكبيرة- ابحث عن الإجابة المناسبة؟؟

   
هـ شجعي طفلك على استخدام الأدوات.

   
و-ساعدي طفلك على استخدام الأدوات.

   
ز-شجعي طفلك على الرسم.

-
علاقة الطفل بأفراد الأسرة:

   
أ-يساعده أخوه أو أخته في معرفة بعض الأشياء الغامضة.

   
ب-يلعب معه في المنزل، خارج المنزل، في النادي.

   
ج-يأخذه أخوه في زيارات أو نزهة صغيرة.

   
د-يلعب مع أقاربه، في المنزل، خارج المنزل، في النادي.

   
هـ يلعب مع أولاد الجيران في المنزل، خارج المنزل، في النادي.

   
و-تسمح له الآم بإقامة علاقة مع أولاد الجيران في حدود.

   
ز-تسمح له الأم بإقامة علاقة مع أولاد الجيران المعاقين.

-
دور الأسرة في ربط الطفل بالبيئة:

أ-تترك طفلها يذهب مع أطفال الروضة في الحفلات الخاصة بأعياد ميلادهم.

ب-ترسلي طفلك إلى البقالة ليشتري أشياء منها.

ج-يتعامل بالنقود ويأخذ الباقي.

د-يذهب معك عند شراء لوازم المنزل.

هـ تحدثيه عن القيم الشرائية وفق قدراته وامكاناته.

و-تحدثيه عن القيم والرديء منها.

ز- يذهب معك عند شراء لوازمه (الملابس والألعاب) .

ح-تساعدي الطفل على إبداء الرأي فيما يخصه.

ط- حينما يكون ما يرغبه غير مناسب، لا تغضبي وتعاقبيه، أو ترفضي فقط، توضحي له الأسباب وتقنعيه.

7-
لو قام بأفعال غير مرغوب فيه؟؟

  
أ-لا تؤنبيه أمام الجالسين.

 
ب-تأخذيه جانباً لتوضحي له أن هذا خطأ.
 
ج-تشجعيه على السلوك المرغوب فيه. 

التربية البيئية ومساهمتها في رفع المستوى الحضاري




مقدمة  وتعريف "التربية البيئية" :
البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من عناصر حية وغير حية يؤثر فيها الإنسان ويتأثر بهـا ،أما بالنسبة لتعريف التربية البيئية فهي " نمط من التربية يهدف إلى معرفة القيم وتوضـيح المفـاهيم وتنمية المهارات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربط بين الإنسان وثقافته وبيئته البيوفيزيائيـة، كما أنها تعني التمرس على اتخاذ القرارات ووضع قانون للسلوك بشن المسائل المتعلقـة بنوعيـة البيئة " (سلامة وعبد الرحمن ، ١٤ :٢٠٠٢).
وهذا هو التعريف المقترح الذي صدر من جامعة (ألينوي) الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1970، وهذا التعريف يتفق أيضاً مع التعريف الذي أقره (مؤتمر جامي) فـي فلنـدا سـنة ١٩٧٤والذي قال بأن التربية البيئية هي وسيلة لحماية البيئة وأنها لا تعتبر فرعاً منفـصلاً عـن العلـم أوموضوعاً مستقلاً للدراسة ، وهناك تعريفات متعددة للتربية البيئية صدرت عن العديد مـن الكتـاب والمؤلفين وبعض الهيئات والمؤسسات ، حيث ركزت واشتملت في أغلبها على البنود التالية :

- التعلم من أجل فهم وتقدير النظم البيئية بكليتها، والعمل معها وتعزيزها .
- التعلم للتبصر بالصورة الكلية المحيطة بمشكلة بيئية بعينها من نشأتها ومنظوراتها واقتـصادياتها وثقافاتها والعمليات الطبيعية التي تسببها والحلول والمقترحة للتغلب عليها .
- أنها عملية تعلم لكيفية إدارة وتحسين العلاقات في الإنسان وبيئته بشمولية وتعزيـز وهـي تعلـم كيفية استخدام التقنيات الحديثة وزيادة إنتاجيتها، وتجنب المخاطر البيئية، وإزالة العطب البيئي القائم، واتخاذ القرارات البيئية العقلانية .
- وأنها عملية تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضاراته بمحيطه الحيوي والمحافظة على مصادر البيئة .

أما تعريف التربية البيئية في ضوء الاتجاهات المحلية فيشير إلى أن : التربية البيئيـة هـي عمليـة تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة والتـي تـربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيقي، وتوضح حتمية المحافظـة علـى مـصادر البيئـة وضرورة حسن استغلالها لصالح الانسان وحفاظاً على حياته الكريمة ورفـع مـستويات معيـشته .(سلامة وعبد الرحمن ، ١٥ :٢٠٠٢).

أهداف التربية البيئية :

لقد اهتمت الكثير من المؤسسات والهيئات المحلية والإقليميـة بالبيئـة ومتطلباتهـا وعقـد العديـد المؤتمرات الدولية أيضاً من اجل ذلك الغرض، ونتج عن تلك الجهود عـدة صـياغات لأهـداف التربية البيئية والتي كانت في أغلبها أهدافاً عامة ومشتركة وهي :
1) الوعي : والذي يهدف إلى مساعدة الأفراد في المجتمع على اكتساب الوعي والحـساسية للبيئـة الشاملة والمشكلات المرتبطة بها
2) المعرفة :حيث يجب مساعدة الأفراد على اكتساب الفهم الأساسي للبيئة ومشكلاتها ودور الإنسان في حلها.
3)السلوك والاتجاهات : ويتمثل ذلك في مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب القيم الاجتماعية، والشعور القوي نحو الانتماء للبيئة والدافعية للمشاركة بصورة فعالة في حمايتها وتحسينها .
4) المهارات : وذلك لمساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب المهارات لحل المشاكل البيئية.
5) القدرة على التقييم : حيث يجب مساعدة الأفراد والجماعات على تقويم المقاييس والبرامج البيئيـة وذلك في ضوء العوامل البيئية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية أيضاً .
6) المشاركة : حيث يجب حث الأفراد والجماعات على تطوير الإحساس بالمـسئولية فيمـا يتعلـق بالمشكلات البيئية لضمان العمل المناسب لحلها .

وأضاف (المقدادي ، ٤٣ :٢٠٠٦). أيضاً بأن هذه الأهداف تندرج ضمن المجالات التالية :
أ- أهداف تربوية بيئية خاصة، وهذه تعمل علي رفع مستوى الوعي و زيادة المعرفـة والفهـم للبيئة الشاملة، والمشكلات الموجودة فيها، ومسؤولية الإنسان عن دوره فيها، كما تشتمل على السلوك والاتجاهات، والشعور بالانتماء للبيئة .
ب- أهداف تربوية عامة، وتتلخص هذه الأهداف العامة في رفع مستوى وعي المجتمـع البـشري بما حوله ، وبالمشاكل المترتبة على ذلك، وتنمية اتجاهاته ومهارته وسلوكه بما يحفزه للعمـل مـن أجل حل المشاكل المعاصرة، ومنع ظهور مشاكل أخرى على المستويين الفردي والجماعي .
ج- أهداف خاصة بالمجتمع، وتتضمن تطوير مفهوم جمـاهيري أساسـي للعلاقـات الإنـسانية والتفاعلات البيئية ككل ، وتفهم الحاجة للمحافظة على التوازن البيئي ، وهذا يستدعي خلق الاهتمام، وإيجاد الحوافز للعمل على حل مشاكل البيئة ، ولتحقيق هذه الأهداف، لابد من تـوافر معلومـات دقيقة عن البيئة والمسائل المتصلة بها،
د- أهداف خاصة بالأفراد، وتتضمن الأهداف الخاصة بالأفراد مجموعة من القيم الإنـسانية التـي تتعلق بالتفاعلات الإنسانية مع البيئة والتي توجه الفرد وتقود خطواته في الحياة وتـؤدي بـه إلـى الالتزام بمنظور البيئة من أجل حياة أفضل للبشرية وفهم العلاقة بين احتياجات المجتمع وتفاعلاتـه مع البيئة من خلال الإلمام والمعرفة التامة باحتمالات المشاكل المستقبلية للبيئة .

عناصر التربية البيئية :
1) التجريبية : أي ملاحظة وقياس و تسجيل وتفسير ومناقشة الظواهر البيئية بموضوعية.
2) الفهم : إدراك متزايد لكيفية عمل النظم البيئية .
3) الإدارة: معرفة كيفية العمل فى مجموعات وصولا إلى إحداث أمور معينة وكيفية تقدير الموارد وحـشدها وكيفية التنفيذ .
4) الأخلاقيات: القدرة على اتخاذ خيارات أخلاقية واعية إزاء التنمية الاجتماعية فى تفاعلهـا مـع البيئـة وكيفية اتخاذ خيار يتلاءم مع أهداف المرء وقيمه ، ويحترم فى الوقت نفسه أهداف الآخرين وقيمهم .
5) الجماليات: تقدير البيئة لذاتها ، واستخدام البيئة للترويح والجمال والفن والإلهام وتحقيق المرء لأهدافـه القصوى .
6) الالتزام: تنمية الشعور بالاهتمام الشخصى والمسئولية إزاء رفاهية المجتمـع الإنـسانى والبيئـة  والاستعداد للمشاركة فى عملية حل المشكلات من البداية للنهاية ، المرة تلـو المـرة ، بـالرغم مـن صعوبتها وما يقابلها من تثبيط للهمم .
7) الشمولية: وعى الطلاب بالطبيعة المتداخلة وضرورة التعرف عليها بقضاياها المتبادلة بشكل شامل . (الحمد واخرون :95 ,1979)

مباديء التربية البيئية :
- التربية البيئية تتجه عادة إلى حل مشكلات محدودة للبيئة البشرية عن طريق مساعدة الناس علـى إدراك هذه المشكلات وأهميتها .
- التربية البيئية تسعى لتوضيح المشكلات البيئية المعقدة وتؤمن تظافر أنـواع المعرفـة اللازمـة لتفسيرها .
- التربية البيئية تأخذ بمنهج جامع لعدة فروع علمية في تناول مشكلات البيئة .
- التربية البيئية تحرص على أن تنفتح على المجتمع المحلي إيماناً منها بـأن الأفـراد لا يولـون اهتمامهم لنوعية البيئة ولا يتحركون لصيانتها أو لتحسينها بجدية وإصرار إلا فـي غمـار الحيـاة اليومية لمجتمعاتهم .
- التربية البيئية تسعى بحكم طبيعتها ووظيفتها لتوجيه شتى قطاعات ومؤسـسات المجتمـع إلـى بذل جهودها بما تملك من وسائل لفهم البيئة وترشيد إدارتها وتحسينها، وهي بـذلك تأخـذ بفكـرة التربية الشاملة المستديمة والمتاحة لجميع فئات الناس .
- التربية البيئية تتميز بالاستمرارية والتطلع إلى آفاق المستقبل (المقدادي ، ١٦ :٢٠٠٦).

أهمية التربية البيئية :
التربية البيئية لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان وخاصةً الإنسان المتعلم ، والتربية البيئية ممكـن أن تختلف قليلاً من مكان لآخر في العالم ولكن تبقى أهدافها التي تسعى لتحقيقها مشتركة بين مختلـف الأماكن والمجتمعات العالمية كلٌ حسب سلوكه وثقافته ، ومن هنا نبعت أهمية أفكار التربية البيئية ،والتي يمكن أن تتلخص في البنود التالية :
- تساعد التربية البيئية الانسان على ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجةً للتفاعل بين جوانبهـا البيولوجية والفيزيائية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
- أنها تعمل على تزويد الفرد والمجتمعات بالوسائل اللازمة لتغير علاقة التكامل التي تـربط بـين العناصر المختلفة في كل مكان وزمان .
- تساعد عل تحقيق وعي واضح بالتكامل الاقتصادي والسياسي والايكولوجي في العـالم الحـديث والمعاصر.
- تؤثر في تنمية روح المسئولية والتضامن بين الشعوب في البلاد المختلفة وبغـض النظـر عـن مستوى تقدم كل منها - تعمل على إشراك السكان في المجتمع على جميع المستويات وبطريقة مسئولة وفعالة في صياغة القرارات التي تنطوي على المساس بنوعية بيئتهم الطبيعية والاجتماعية والثقافيـة وفـي مراقبـة تنفيذها .
- تساهم في خلق الوعي بأهمية البيئة بالنسبة لجهـود التنميـة المختلفـة والتـي تتعلـق بالتنميـة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
- تساهم في نشر المعلومات عن أساليب الإنماء التي تترتب عليها آثار ضارة بالبيئة والدعوة إلـى انتهاج طرق للحياة تسمح بإرساء علاقات أكثر تناسقاً معها .
- تساعد التربية البيئية على استخدام الموارد في العـالم بمزيـد مـن التـدبر والحيطـة لتلبيـة الاحتياجات البشرية المتزايدة . (اللقاني وآخرون ، ٣٥ :١٩٩٠).


غاية التربية البيئية :
يري البعض أن التربية البيئية تسعى إلى تطوير عالم سكانه أكثر إحساسا واهتماما بالبيئـة ومـشكلاتها، ويمتلكون المعارف والمهارات والدوافع والالتزام بالعمل فرادى وجماعات لحل المـشكلات القائمـة ومنـع ظهور مشكلات جديدة .
ويرجع علماء التربية حتمية التربية البيئية لتعاظم تأثير الإنسان فى بيئته فى مرحلة التقدم التكنولـوجي، مما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات البيئية التى تهدد الإنسان أولا ثم البيئة التى يعيش فيها ومن أمثلة هذه المشكلات: التلوث ، والاستنزاف ، والتصحر ، اختلال التوازن الطبيعي .
كذلك أجمعت المؤتمرات والاجتماعات على أن الوسيلة الرئيسة الفعالة لتنمية الوعى البيئى لدى الطـلاب ،وإكسابهم القيم البيئية ، والسلوك البيئى السليم هو إدخال التربية البيئية ضمن برامج التعليم العـام ، كمـاأجمعت على أهمية توعية جميع أفراد الشعوب فى جميع الأعمار توعية بيئية مستمرة وإعادة النظـر فـى المناهج بصورة عامة.

انتهى

المراجع :

1ـ رشيد الحمد ومحمد سعيد صباريني، البيئة  ومشكلاتها، المجلس الوطني للثقافةوالفنون والآداب، الكويت، مطبعة الكويت، ١٩٧٩،ص٩٥.
2- اللقاني ، أحمد حسين وآخرون , تدريس المواد الاجتماعية ، عالم الكتب: القاهرة , 1990 .
3- المقــــــدادي ، كــــــاظم ,التربيــــــة البيئيــــــة الحديثة  ,    الدانمارك ,  2006 .
4- سلامة ، وفاء وعبد الرحمن ، سعد, التربية البيئية لطفـل الروضـة ، دار الفكـرالعربي ، القاهرة , 2002