لا ينظر إلى الوسائل التعليميّة على أنّها غاية في حدّ ذاتها وإنّما هي وسائل مستخدمة لإيصال المحتوى والمفهوم،
ينظر إليها على أنّها آليّة اتّصال يترابط اختيارها وتطويرها وتوظيفها في العمليّة
التربويّة مع مرتكزات المنهاج الأخرى(الأهداف/المحتوى/أساليب التدريس/التقويم) التي
ترمي بتعاضدها وتكاملها إلى إحداث التعلم ذي الأثر الباقي في سلوك المتعلم .
وجدت الوسائل التعليميّة منذ أصل النشأة فهي ليست بالحدث الطارئ أو الدخيل
على البشريّة.. وتمثّل وجودها بوجود الرموز اللفظيّة التي خلقت مع الكائن البشري، ولكنّ
الإنسان ونتيجةً لظروف التعايش اهتدى منذ زمنٍ باكر إلى قصور الرسالة اللفظيّة وعجزها
عن الإيفاء تمامًا بأغراض الاتّصال الفكريّ الفعّال الذي أصبح نتيجةً حتميّةً لظروف
التعايش تلك.
وتبعًا لذلك عكف الإنسان على استحداث وسائل الاتّصال وتفنّن بها وفق الحاجة
مع نمو فكره وإبداعه حتى غدا التطوّر في وسائل الاتّصال معيارًا يقاس به تقدّم الأمم.
إنّ المتأمّل في تاريخ البشريّة
تستوقفه المحاولات الجادّة الأولى في تحسين عمليّة الاتّصال ودعم الرسالة اللفظيّة
بأخريات بصريّة وسمعيّة لنقل الأفكار وتأدية
أغراض التواصل عبر الأزمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق