السبت، 13 أبريل 2013

ما هو دور العاب الفيديو والتلفزيون في تربية الابناء؟





* تقرير خاص/ محمد ابوسليم


نحن هنا بصدد مناقشة مزايا ومساوئ "التلفزيون والعاب الفيديو" بجعلهما في خانة واحدة لأثرهما ومزاياهما المشتركة.


تعتبرالعاب الفيديو والتلفزيون بشكل خاص احد وسائل الإعلام, والاتصال المهمة في هذه الأيام مما له تأثير إيجابي وسلبي على جميع قطاعات المجتمع، ونحن نهتم في مجال هذا البحث عن تأثير التلفزيون والعاب الفيديو  الايجابي والسلبي على الحياة بشكل عام, والاطفال بشكل خاص.

وأنا في اعتقادي يقوم "التلفزيون والعاب الفيديو" بدور "المعلّم" الذي قد يحسن التصرف والتعامل مع الأطفال وقد لا يحسن ذلك حتى وأن وجدنا منهاجاً جيداً.

نبذه عن وسائل الأعلام في العالم الإسلامي:

لقد نشأت وسائل الإعلام في العالم الإسلامي خلال فترة الاحتلال العسكري والفكري من قبل الدول الكبرى، والى هذه اللحظة نجد إعلامنا متأثراً بالإعلام الغربي.

وفي المقابل نجد أن صوت الإسلام في هذه الأجواء خافتاً وتحيط به ظروف سياسية ومادية خانقة مما يجعل أثرها ضعيفاً من الناحية التربوية.

وفي فترة لا تتجاوز نصف قرن أصبح التلفزيون تسيطر على التلفزيون حياة المجتمعات ويغير الكثير من عاداتنا ومفاهيمنا، حيث نجد انه يعمد الأطفال الى مشاهدة التلفزيون باستمرار، إلى درجة أن تأثيره أصبح موازياً لتأثير المدرسة، ويقول آرثر كلارك "بودي أن أقول إنني لا أستطيع أن أتصور مجتمع عصري دون تلفزيون " غير ان هاربرت برودكين، يعتقد " أن الجنس والجريمة قد نمت في عصر التلفزيون " (الدباغ، هشام:1991).

اما بالنسبة الى ألعاب الفيديو فقد أصبحت تستحوذ على عقول أطفالنا وهمهم. وقد انتشرت هذه الألعاب بسرعة هائلة في المجتمعات العربية ، فلا يكاد يخلو بيت منها حتى أصبحت جزءًا من غرفة الطفل... بل أصبح الآباء والأمهات يصطحبونها معهم أينما ذهبوا ليزيدوا الأطفال إدمانًا على مشاهدتها...!

ايجابيات التلفزيون:
  1. استخدام التلفزيون كوسيلة أساسية للتعلم حيث نستفيد من نماذج التعلم بالمشاهدة  الملاحظة أثناء عرض البرامج.
  2.  التعلم بالاستمتاع بحيث تضيف خبرات جديدة حول الطبيعة وما بها من كائنات وبشر في مختلف بيئاتهم      وأجناسهم.
  3. تقديم المعلومات العلمية المختلفة التي تسهم في تشكيل القدرات العقلية.
  4.  التأثير الواضح في تغيير قيم واتجاهات الأطفال.
  5.  تنفيذ الاتجاهات والميول العلمية والأدبية لدى الأطفال.
  6.  الربط بن الأسباب والنتائج وتدريبهم على التفكير المنطقي والمنظم.(مرجع سابق).
   
واما بالنسبة لألعاب الفيديو أيضا لها ايجابيات :

يقول علماء الاجتماع: لو كان للألعاب الإلكترونية ضوابط رقابية يحرص على تنفيذها بموجب تراخيص نظامية وبإشراف تربوي لكان لها بعض الإيجابيات، بحيث يستطيع الطفل أن يقضي فيها جزءًا من وقت فراغه دون خوف أو قلق عليه، فيمارس ألعابًا شيقة كالألعاب الرياضية، وألعاب الذاكرة وتنشيط الفكر، وألعاب التفكير الإبداعي. وأضافوا: أن للألعاب الإلكترونية جوانب إيجابية في تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز.

 ومن سلبيات التلفزيون:

1) مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي.

2) الاضطراب النفسي والقلق الروحي: مما لاشك فيه أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تثبت في الطفل أنظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون أن يشعر الطفل أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم.

3) القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات:

 إن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص لبعض النشاطات والفعاليات بمعنى أنه يضيع الوقت الذي يمكن أن يستخدم للقيام بنشاطات أكثر فائدة ويرسخ ويثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فإن التلفزيون قد غيَّر محيط الأطفال، ليس فقط عن طريق إشغاله لمعظم وقتهم بل كذلك عن طريق حلوله محل العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى، كاللعب " عدم القيام بشيء محدد " إن الأوقات التي يقضيها الأطفال في اللعب أو في " عدم القيام بشيء محدد " هي الأوقات التي تنمي كفاءاتهم وتراكم خبرات من التجربة الشخصية المباشرة (اللوبي العربي).

4) وبالنسبة الى الآثارالسلبية  لالعاب الفيديو فانها تصنع طفلاً عنيفًا؛ وذلك لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، ويبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت في الغرب وجود علاقة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يراها، كما أنها تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة، وكثيرًا ما تثار المشكلات بين الإخوة الأشقاء حول من يلعب.

5) كذلك من أضرارها الإصابة بسوء التغذية، فالطفل لا يشارك أسرته في وجبات الغذاء والعشاء فيتعود الأكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم.

وقد أظهرت دراسة دانماركية أن ألعاب الفيديو لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنًا على ألعاب الفيديو وما شابهها.

وبينت الدراسة أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل.

موقف الأسرة من التلفزيون والعاب الفيديو:

هناك من يعد التلفزيون أداة تربوية تعليمية، وأنه يزيد من قدرات أطفالهم فكرياً وثقافياً، ويرون أنه يكسب الأطفال عادات وقيماً مرغوباً بها، ويذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن التلفزيون يشكل رابطة أسرية هامة، وأنه لا يشكل خطراً يهدد حياة الأسرة، كما ترى بعض الأمهات أن التلفزيون يشكل عامل تنظيم داخل الأسرة، فهو أحد أساليب الضبط والتوجيه التربوي داخل الأسرة، وفي ذلك يقول الدكتور مصطفى أحمد تركي:

(إن الأسر تنازلت عن بعض أدوارها في التنشئة الاجتماعية للتلفزيون)، لكن بعض الناس ينظرون إلى التلفزيون بوصفه أداة استلاب وقهر ثقافي وتربوي، وهم يركزون على مخاطر البرامج التلفزيونية وعلى آثارها السلبية في عقول الأطفال.

 إن الطفل الذي يظل وحيداً ولمدة طويلة يشاهد التلفزيون ، ولا سيما البرامج العنيفة، لن يكون طفلاً سعيداً، وهذا كله يتوقف على فعالية الأهل ومدى مراقبتهم وتوجيههم.

 فلا بد من سيطرة الأهل بالتفاهم مع الأطفال على التلفزيون ، ومساعدتهم في فهم واستيعاب ومن ثم الاستفادة مما يشاهدونه.

ويمكن القول بشكل عام بأن التلفزة تتحكم بطريقتين:

- الأولى رسمية وتتصل بقيم التنشئة الاجتماعية والسياسية وبمبادئ المعتقد.

- الثانية غير رسمية وتوجه القيم الجمالية والذهنية والسلوكية واللباسية وحتى كيفية التعامل مع الأقران(د.أديب عقيل).


ضوابط مشاهدة التلفزيون :

ولو فكرنا في حل وسط وهو السماح لأطفالنا بالمشاهدة مع وضع بعض الضوابط، فما الذي يجب علينا مراعاته؟

أولاً : عدم استخدام التلفزيون والعاب الفيديو كأسلوب عقاب أو مكافأة، لأنك إذا فعلت ذلك أصبحتْ مشاهدة التلفزيون والعاب ـ بغض النظر عن المضمون ـ شيئاً مهماً للطفل، فتزيد قيمة التلفزيون والعاب الفيدو  عنده، ويعطيه أهمية تفوق قدره.

ثانياً : عدم السماح للأطفال مطلقاً بمشاهدة التلفزيون بمفردهم، او ممارسة العاب فيديو مؤذية, ولذلك فإنها كارثة أن تضع جهاز تلفزيون خاص للأطفال في حجرتهم بحيث يشاهدون ما يريدون دون رقابة، والحرصُ على مشاركةِ الأطفالِ المشاهدةَ له فوائد متعددة :

 أولها أن الأطفال يحبون الأنشطة الجماعية، ومن هذه الفوائد أيضاً التعرف على ما يختزنه عقلهم من معلومات وقيم تصلهم عن طريق هذه البرامج، ومنها مناقشتهم فيما شاهدوه، لمعرفة ما يعجبهم فيه، وسبب حرصهم على رؤيته، وما ضايقهم فيه، ومنها إغلاق الجهاز إذا وجدت فيما يعرضه التلفزيون ما لا يجب أن يروه.

ثالثاً : الجلوس مع الأطفال قبل بدء المشاهدة، وتحديد ما يريدون مشاهدته بالضبط، ولا يبدأ تشغيل التلفزيون قبل موعد البرنامج المتفق عليه، ولا يبقى لحظة واحدة بعد انتهاء هذا البرنامج، بشرط أن يكون الأهل هم أيضاً قدوة، فلا يتركون التلفزيون قبل برنامجهم المفضل وبعده دون داع، بل ولا حتى في وجود داع لذلك، مثل خبر عاجل.
 أي لا بد من الصرامة في الالتزام بتنفيذ الخطة الموضوعة للمشاهدة , وجعل اوقات محددة من الاسبوع لالعاب الفيديو يتقيّدون بها .

مع العلم بأن هناك العديد من الدراسات العلمية الحديثة توصلت إلى أن الحد الأقصى للفترات المناسبة لمشاهدة التلفزيون يومياً بالنسبة لأعمار الأطفال كالتالي :

  • من سن 2-4 20 دقيقة
  • من سن 3-5 30 دقيقة
  • من سن 6-9 60 دقيقة
  • من سن 10-13 90 دقيقة


وتشير دراسة أعدتها مؤخراً مجموعة من علماء النفس في جامعة فرايبورج الألمانية إلى أن الأطفال الذين يكثرون مشاهدة التلفزيون يعانون قلة الحركة، والرغبة في الانعزال عن البقية، ويصابون بالاكتئاب، ولا يقلل هذا الاكتئاب سوى التلفزيون، فإذا بهم " يدمنون " التلفزيون، ويرون في المدرسة والأصدقاء والأهل " عناصر أقل تشويقاً من التلفزيون "، بالإضافة إلى أن كثرة مشاهدتهم لمواقف العنف في الأفلام تجعل مشاعرهم تتبلد، ولا يتأثرون مثل نظرائهم بمواقف الحياة اليومية.

ليست هذه دعوة لأن يفتح كل قارئ شباك بيته، ويلقي منه التلفاز، ولا أن يأخذ معولاً يقضي به على كل المذيعين والمذيعات والممثلين جميعاً، كما أنها في الوقت ذاته ليست نداءً للاعتراف بفضل هذا الجهاز السحري، واعتباره " أخاً أكبر " لأطفالك، هي دعوة للتفكير طويلاً، قبل اتخاذ أي قرار، في كيفية التعامل مع التلفزيون والعاب الفيديو .(مجلة المعرفة)


وفي الختام أود ان اقول انه بعد الإطلاع على المصادر الكثيرة في أرباب الكتب التي كتبت عن التلفزيون ومصادر الإنترنت القيمة التي تحدثت بكثب عن هذا الموضوع المهم جداً لكل قارئ ومهتم في تربية الأطفال التربية الصحيحة التي لا تحتمل أي خطاء يؤدي بأبنائنا إلى تقليد وتعلم السلوكيات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن عاداتنا وقيمنا وديننا.

وبشكل عام نلاحظ ان للتلفزيون والعاب الفيديو أثر كبير من الناحيتين الايجابية والسلبية على المجتمع والأطفال والأسرة. ومن الناحية الايجابية قد نستفيد من التلفزيون عن طريق التلفزيون التعليمي من خلال عرض البرامج الثقافية والدينية والألعاب المسلية والتعليمية التي تساعد الأطفال على استيعاب وفهم حقائق كثيرة يصعب عليهم الوصول إليها والتحقق منها عن طريق تلقيها من الكتب المطبوعة والكلام والمنقول من الكبار والمدرسين. والتلفزيون قادر على توصيل حقائق علمية ومعلومات ثقافية كثيرة وذلك لما يتميز به كأحد وسائل الاتصال السمعية والبصرية التي تنقل لنا الأحداث مع الحركة والصوت والصورة مما يساعد على تفاعل الأطفال معها بالشكل الايجابي.

أما من الناحية السلبية فالأمر خطير جداً، وأنا في هذا البحث لن اكرر ما يقال بأن التلفزيون والعب الفيديو سلاح ذو حدين، والسبب في ذلك لأننا إذا أطلقنا عليه هذا التعبير فهذا خطير جداً لان إطلاق هذا التعبير على التلفزيون يعني أن له ايجابيات وسلبيات كثيرة، وأنا في اعتقادي إن سلبيات التلفزيون تفوق كثيراً إيجابياته لذلك فهو في هذا المعنى لا يصلح على الإطلاق لمشاهدة الأطفال له.
    
التوصيات:

•دراسة تقوم على نوعية البرامج والالعاب التي قد تزيد من الوعي لدى الأطفال في مجتمعنا الإسلامي.
•التوعية المستمرة للمجتمع بكيفية استعمال التلفزيون في البيوت.
•مناشدة السلطات الحاكمة للتدخل بعدم عرض البرامج والأفلام التي تتنافى مع قيمنا وديننا.
•مناشدة وزارة الإعلام بالتركيز على البرامج الدينية والثقافية التعليمية القيمة التي تساعد على توعية المواطن.
•مناشدة وزارة الإعلام بالقيام باستحداث برامج كرتون والعاب فيديو للأطفال تتحدث عن القيم الإسلامية النبيلة وتتقمص شخصيات إسلامية معروفة وليست أسماء أوروبية لا نعرف عنها شيء.






هناك تعليقان (2):


  1. أشكرك على هذه الموضوع القيم لاحتوائه على الكثير من المعلومات التي قد تغيب عن أذهاننا حول مضار التلفاز والفيديو وسوف اعمل بنصيحتك واجعل بين أبنائي والتلفاز بعض الضوابط فكثير من الأمور التي تحدثت عنها قد تكون صعبة التطبيق لشدة تعلق الأبناء بالتلفاز والوسائل الترفيهية الكثيرة في هذه العالم المتسارع عالم التكنولوجيا المخيف ولكن العمل بالقليل النافع خير من العدم.
    هناك شي لفت انتباهي وهو حديثك عن الدراسات العلمية الحديثة التي توصل لها العلم حول الحد الأقصى للفترات المناسبة لمشاهدة التلفاز يوميا بنسبة لإعمار الأطفال فهي معلومة جديدة بنسبة لي وجزاك الله جزيل الخير أخي الكريم

    ردحذف
  2. اشكر مرورك العطر اختي الكريمة ..

    هي محاولة بحث للتغير السلوكيات الضارة والتوازن في الامور وفي الاونة الاخيرة فاقت مضار هذه الاجهزة كل التوقعات ..!

    وعلينا تكثيف الدراسات وزيادة وعي الاباء واولياء الامور بهذا الامر

    ردحذف