الخميس، 28 مارس 2013

مهارة التخلص من " الرهاب الاجتماعي "


الرهاب الإجتماعي أو ما يعرف بـ "الخجل"





الخوف شعور طبيعي لدى الناس ، بل لدى جميع الكائنات الحية ، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة ، ولكن قد يزيد الخوف عن حدّه الطبيعي فيصبح عندئذ مرضاً ، وهو ما يطلق عليه " الرُهاب " .
وقد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة مثل (الخوف من الأماكن المرتفعة ، أو الأماكن العامة أو الحيوانات والزواحف)، إلى حدّ لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء بحيث يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس .

 ولكنّ اشهر أنواع الرهاب هو ما يسمى  "الرهاب الاجتماعي" أو ما يعرف بـ "الخجل" .

والرهاب الاجتماعي :هو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما - قولاً أو فعلاً - أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم ، ويؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية .

ومن أعراض الرهاب الاجتماعي :(تلعثم الكلام وجفاف الريق، مغص البطن، تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس، ارتجاف الأطراف وشد العضلات، تشتت الأفكار وضعف التركيز).

 والمصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء ، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون " ادرينالين " بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية .

 ومن أشهر المواقف التي تظهر فيها هذه الأعراض : (إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة،التحدث أمام مجموعة من الزملاء، المقابلة الشخصية،الامتحانات الشفوية)

وتكمن خطورة الرهاب الاجتماعي في جعل الشخص سلبياً ومعرضاً عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية، ومنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته وهذا يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه، ويمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية مما يؤدي به إلى مصاعب حياتية ، وصراع نفسي داخلي قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب .

وعند علاج هذه المشكلة يجب إدراك هذا الأمر مبكراً قبل أن يستفحل ، ويصبح متأصلاً صعب العلاج، ويجب التدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع ، ويمكن البدأ بمجموعة صغيرة من المعارف والاصدقاء ،وتحضير كلمة قصيرة تحضيراً جيداً والتدرب على إلقائها مسبقاً، ومع كل مرة يزيد من عدد المستمعين حتى تزداد الثقة بالنفس ويصبح الأمر شيئا طبيعياً .

ويمكن الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة ، وتعزيز الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية ،وتعلّم المهارات التي تمنع من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة .

مفتاح التغلب على "الخجل الاجتماعي" هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية .



هناك 4 تعليقات:

  1. يعطيك العافية ..^__^

    علاج مثل هذه الحالة يحتاج لوقت وجهد غير منقطع وتعزيز من جميع المحيطين بالشخص

    ردحذف
    الردود
    1. اشكرك مرورك العطر ..بالفعل هذا يحتاج تظافر كافة الجهود وكل المعنيين بالطفل سواء في الاسرة او المدرسة او المجتمع ..

      حذف
  2. بالرغم من أن الخجل لا يعد من الأمراض العصبية فهو ظاهرة نفسية تترك آثارا سيئة على نفسية من يصاب به ويسبب له مشاكل كثيرة.....

    شكرا محمد على الموضوع ...

    رولى النمروطي

    ردحذف
    الردود
    1. اشكر مرورك العطر اختي رولى واتشرف بك ...ولذك علينا الانتباه جيدا والعمل على ازالة هذه الظاهرة وابتكار حلول لها في بدايتها لانها تشكل خطرا كبيرا على سوية الاطفال وعطائهم ..

      حذف