اعداد محمد ابو سليم
دراسة للمؤلف مراد وهبه والباحث في ( معهد الدراسات التربوية - جامعة
القاهرة / مصر )
وتضمنت عدة موضوعات منها: (التربية - المواطنة - التكنولوجيا - تكنولوجيا الاتصالات - الانترنت -
الهوية الثقافية - الغزو الفكري - حقوق الإنسان – الديمقراطية) .
ملخص موجز عن موضوع الدراسة :
تهدف هذه الدراسة الى مراجعة شاملة من قبل التربويين الى مفاهيم الانتماء
والهوية، وتدعوا الى مراجعة بعض الأساليب في الثقافة السياسية للأطفال والشباب، في
عصر يتصف بالسرعة وسيولة المعلومات، والتشابك والتعقد في نفس الوقت، وتزخر فيه
الساحة العربية بالعديد من الثوارت وحركات الاحتجاج التي يتصدر فيها الشباب المشهد
ويفرضون ارادة التغيير .
ويتسائل الباحث هل ثمّة فرق بين الهوية الثقافية والهوية القومية؟ ، ويطرح
في مناقشته لهذا السؤال قضية المواطنة ويعرّفها بأنها شرط وجود الفرد في
الدولة أو في المجتمع السياسي وهي التي تمنحه الاحساس بالهوية وتتيح له ممارسة
حقوقه السياسية والاجتماعية فضلاً عن تفاعله مع القضايا العالمية بإعتباره مواطناً
عالمياً يعيش في عالم مترابط متعدد الثقافات.
ويشير الباحث في الدراسة الى "حالة الأنومي" او ما يعرف
بـ (الاضطراب الاجتماعي) الناجم عن إفتقاد المجتمع للقيم والمعايير التي
تنظم عمل التفاعل الاجتماعي، مما أدى الى شيوع الإغتراب بين الشباب وضعف ثقتهم بما
يقدم اليهم من ثقافة سياسية في اطار المناهج التعليمية .
وبينت الدراسة ان الفضاء الالكتروني والتطور في وسائل المواصلات والاتصال،
غيّر حدود الوطن، ومفهوم الامة، وعناصر الهوية في عقول الأبناء كما غيّرت شبكات
التواصل الاجتماعي مفهوم الأمة، فلم تعد محصورة في محددات ثقافية معيّنة كاللغة والدين
والقيّم والآمال المشتركة بل اتسعت لتشمل العالم كله .
ملخص عن المجال الذي تناولته الدراسة :
تناولت هذه الدراسة جانب "التربية من اجل المواطنة في عصر الفضاء
الالكتروني"، وأشارت الى ان ثورة الشباب فرضت على خبراء التربية مراجعات
مهمة في مفاهيم الانتماء والهوية والمواطنة، اذ تشير "قيمة المواطنة"
الى مجموعة من المثل المرتبطة بالديمقراطية وتتجلى في مجموعة من المبادئ والمواقف
والمفاهيم السياسية التي لها ابعادها الفردية والاجتماعية فضلاً عن جوانبها
المعرفية والوجدانية والاخلاقية .
وتعدد الدراسة المجالات التي تغطيها "قيمة المواطنة" والتي تتضمن
مجموعة من القيم المرتبطة بالحياة والمجتمع، منها:
1. مجال الحقوق المدنية .
2. المجال السياسي .
3. المجال الاجتماعي والاقتصادي .
4. المجال الثقافي .
وتشير الدراسة شيوع عدة ظواهر ثقافية سلبية ساعد على انتشارها عجز النظم
التعليمية عن مواجهتها بسبب محدودية الدور الذي فرضته عليها الانظمة السياسية،
ولعل من ابرزها ظاهرة "الفصام الثقافي" حيث تفقد الثقافة
فعاليتها لحدوث انقسام بداخلها بين مجموعة المثل والقيم الاجتماعية والسياسية التي
يعلنها النظام التعليمي والتي من المفترض ان تنظم التفاعل الاجتماعي، وبين مجموعة
القواعد والمعايير التي توجه السلوكيات على أرض الواقع .
وأوضحت الدراسة أن الفضاء الإلكتروني قد وفّر مساحة واسعة للأجيال الناشئة
من حرية التعبير التي قد لا يجدونها في مدارسهم وجامعاتهم أو حتى مجتمعاتهم ،
وطريقة اندفاعهم للتعبير عن آرائهم بمختلف الوسائل والأشكال، مسقطين كل التابوهات
القديمة التي كانوا لا يجرؤون من قبل على مجرد التفكير فيها .
وذكرت الدراسة (المبادئ الرئيسية للتربية من اجل المواطنة)، منها :
·
إن التربية فعل سياسي، والسياسة فعل تربوي، ولا يمكن الفصل بين الإثنين
فكلاهما يستهدف المواطن كفرد وكعضو في جماعة .
·
يخطئ من يظن ان "برامج التربية من اجل المواطنة" هي مجرد مجموعة
من المعارف السياسية او الاجتماعية تقدم للطلاب في سياق المنهج الدراسي، بل هي
مجموعة متكاملة ومترابطة من المهارات التي ينبغي على النظام التعليمي ككل ان يعمل
على تنميتها وتهيئة المجال لممارستها من خلال مشاركة نشطة وفعّالة .
·
التربية من اجل المواطنة سوف تؤدي الى تغيرات ايجابية في اتجاهات الشباب
وسلوكياتهم ومواقفهم مما يؤدي الى التقليل من انفصالهم وعزلتهم عن المجتمع .
·
تلعب التربية من اجل المواطنة دوراً مهماً في تطوير الحياة المدرسية،
كتقليل العنف ورفع مستوى التحصيل .
·
ترفع التربية السياسية من مستوى وعي الشباب بالأزمات السياسية والديمقراطية
في المجتمع والعالم بأسره .
·
هناك ثلاث مسارات أساسية للتربية من اجل المواطنة في ظل المتغيرات العالمية
والمحلية وهي :
1. المعرفة والفهم اللازمين للمواطن المثقف .
2. تنمية مهارت البحث والاتصال .
3. تنمية مهارات المشاركة والعمل المسؤول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق