الثلاثاء، 30 أبريل 2013

المدرسة الذكية.. بين الواقع والمأمول


















* بحث خاص / محمد ابو سليم

تعرف "المدرسة الذكية" بأنها المدرسة التي تحرص على الإفادة من الإمكانات المتعددة لتكنولوجيا المعلومات، وذلك في تطويرالعملية التعليمية، وتحديث الإدارة التعليمية ،وتحقيق التواصل بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وتوفير بيئة مدرسية تشجع على استخدام التكنولوجيا ،وإكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي، وإكسابهم مهارات العقلية الناقدة.

ومن خلال التعريفات السابقة يمكن تحديد أبعاد المدرسة الذكية في عناصر ثلاثة:

بيئة تدريس من أجل التعلم، ونظم وسياسات إدارة مدرسيةجديدة ،ومهارات وتقنيات تعليمية وتوجيهية متطورة (علي ,2007,ص10)

• دواعي التفكيرفي إنشاء المدارس الذكية في تحقيق الأهداف التالية :

  1. مواكبة التطورالعلمي المذهل الذي حققه الإنسان في القرن الحادي والعشرين وتأثيره على أسلوب الحياة في كافة المجتمعات المعاصرة.
  2. ضرورة أن تعمل كافة المؤسسات المختلفة على توفيق أوضاعها مع الحياة العصرية التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات.
  3. أهمية السعي إلى خلق مجتمع متكامل ومتجانس من الطلبة وأولياء الأموروالمعلمين والمدرسة.
  4. تحديث العملية التعليمية و وسائل الشرح والتربية وبالتالي تخريج أجيال أكثرمهارة واحترافية.
  5. تطويرالقطاع الخاص من خلال الاعتماد عليه في تقديم الأجهزة والمعدات والوسائط المتعددة والدعم الفني لخدمة المدارس والمنشآت التعليمية مما يغذي الاقتصاد الوطني بالشركات المتخصصة التي تقدم خدماتها بشكل احترافي متميز لخدمة المشروع، وبالتالي إيجاد فرص عمل جديدة في ظل هذا المشروع القومي الراقي. (الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم) .

مزايا المدرسة الذكية : 

  1. تقديم وسائل تعليم أفضل وطرق تدريس أكثر تقدماً.
  2. تطوير مهارات وفكر الطلاب من خلال البحث عن المعلومات وإستدعائها بإستخدام تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات والإنترنت في أي مجال أو مادة تعليمية.
  3. إمكانية تقديم دراسات وأنشطة جديدة مثل تصميم مواقع الإنترنت والجرافيك والبرمجة, وذلك بالنسبة لكافة مستويات التعليم , والذي يمكن أن يمثل أيضا مصدراً إيرادياً للمنشأة التعليمية.
  4. إمكانية إتصال أولياء الأمور بالمدرسين والحصول علي التقارير والدرجات والتقديرات وكذلك الشهادات, وذلك من خلال الإنترنت أو من خلال أجهزة كمبيوتر في المدرسة يتم تخصيصها لهذا الغرض
  5. تطوير فكر ومهارات المعلم وكذلك أساليب الشرح لجعل الدروس أكثر فاعلية وإثارة لملكات الفهم والإبداع لدى الطلاب .
  6. إقامة إتصال دائم بين المدارس وبعضها لتبادل المعلومات والأبحاث ودعم روح المنافسة العلمية والثقافية لدى الطلبة . كما يمكن إقامة مسابقات علمية وثقافية باستخدام الإنترنت مما يدعم سهولة تدفق المعلومات بين كافة أطراف العملية التعليمية وتحسين الاتصال ودعم التفاعل فيما بينهم.
  7. الاتصال الدائم بالعالم من خلال شبكة الإنترنت بالمدارس يتيح سهولة وسرعة الاطلاع على واستقطاب المعلومات والأبحاث والأخبار الجديدة المتاحة فضلا عن كفاءة الاستخدام الأمثل في خدمة العملية التعليمية والتربوية.
  8. الاعتماد على الشركات الوطنية المتخصصة في توريد الأجهزة والمعدات والدعم الفني للمدارس الذكية ينشط ويسرع اقتحام الإنتاج الوطني لمجال صناعة البرمجيات وأدوات التكنولوجيا الفائقة بما يدره هذا المجال الواعد من قيمة مضافة عالية ويتيحه من تطوير لقدرات مجالات الإنتاج الأخرى . (زيد ابو زيد ,http://www.worwon.com/vb/worwonf-37/3896.html)
  9. فتح الابواب بعد انتهاء وقت الدراسة النظامية أمام البالغين الراغبين في التعلم، وكذلك الملاعب والمكتبات والقاعات والورش والمعامل المدرسية يجب ان تكون مفتوحة أمام المجتمع المحيط بها، وأيضا تقديم استشارات ونصائح رسمية وغيررسمية لأسرالتلاميذ في القضاياالتربوية ( جويل ,2006,ص322)

خدمات المدارس الذكية :

إن المدرسة الذكية تقدم خدمات مختلفة لكافة مستخدمي المدرسة الذكية وكذا المجتمع المحيط
وتتلخص هذه الخدمات في التالية :

1- خدمات عامة :
  • الدخول على موقع المدرسة على الإنترنت .
  • بريد إلكتروني للطلبة والإداريين والمدرسين وأولياء الأمور .
  • حوار متبادل بين المستخدمين من خلال غرف الحوار.
  • منتديات خاصة بين المجموعات المختلفة .
  •  إنشاء صفحات خاصة للمستخدمين على الموقع .
2- خدمات للإداريين :
  • إدخال بيانات الطلبة والعاملين .
  • إدارة جميع الأحداث المدرسية والجداول المدرسية واللقاءات والرحلات .
  • الجداول المدرسية يدوياً واتوماتيكياً .
  • المكتبة الإلكترونية.
  • إدارة موارد المدرسة .
3- خدمات للمدرسين :
  • إنشاء بنوك خاصة للأسئلة المنهجية .
  • التحكم في المعمل بالوسائل الإلكترونية.
  • الواجبات المنزلية للطلاب .
  • القدرة على إنتاج المناهج المدرسية على أسطوانات مدمجة باستخدام الوسائل التكنولوجية.
4- خدمات للطلاب :
  • استخدام المعامل الذكية في شرح المناهج الدراسية الأساسية ( اللغة الإنجليزية – مادة العلوم – الرياضيات ) والمدخلة بالنظام باللغتين العربية والإنجليزية .
  • استدعاء بنك الأسئلة المدخل بواسطة المدرس.
  • الدخول على النظام المكتبي ( المكتبة الإلكترونية (.
  • استدعاء الواجب المنزلي والإجابة عليه وإرساله للمدرس عن طريق البريد الإلكترونى للطالب.
5- خدمات أولياء الأمور :
  • استدعاء بيانات (الابن / الابنة) وإمكانية التعديل فيها .
  • استدعاء درجات نجله ومعرفة جدول الحصص وجدول الامتحان والأنشطة المدرسية المختلفة .
  • استدعاء تعليقات المدرسين على نجله وكذا الحالة الصحية له .
  • معرفة نتيجة نهاية العام الدراسي لنجله.

*هل المدرسة الذكية حقيقة قادمة ام هي وهم ولا يمكن تحقيقه ؟؟

من خلال بحثي تبين لي أن "المدارس الذكية" ليست موجودة على أرض الواقع في الوقت الحالي في كثير من الدول العربية والاجنبية  - بغض النظر عن تطبيق مشاريع تهدف الى توظيف التكنولوجيا في التعليم - مدارسنا يجب أن تشتمل على بنية تحتية جيدة ، ونظام مرن، وإدارة وفاعلة، كي تكون مهيأة لإستخدام التقنيات التعليمية بفاعلية، وليس مجاراة للآخرين. 

وبالإضافة إلى الحاجة إلى تغيير المدارس، فإن الحاجة تبدو ماسة أيضاً للاهتمام بالمعلمين الذين هم حجر الزاوية في العملية التعليمية  , وحتى تصبح هذه المدارس إضافة جديدة إلى منظومة التعليم، ويجب اولاً العمل على التالي :

  1. مساعدة معلمي وتلاميذ المدارس الذكية على اقتناء جهاز كمبيوتر منزلي عن طريق مشروع تدعمه وزارةالتربية والتعليم، حتى يتمكنوا من شراءالجهاز.
  2. مساعدة الوزارة في ربط الحاسبات المنزلية لمدرسي وتلاميذ المدارس الذكية بشبكة المعلومات الدولية) الإنترنت) .
  3. أن تبث المدرسةعلى موقعها بشبكة الإنترنت الدروس اليومية والأسبوعية. حتى يتمكن التلاميذ من الدخول على موقع المدرسة الذكية لمتابعة الدروس التعليمية عن بعد.
  4. إمكانية مشاركة التلاميذ في العملية التعليمية بالمدرسة من خلال الكمبيوترالمنزلي.
  5. توفيرمواد تعليمية بالمدارس الذكية على شكل أفلام تسجيلية ومجسمات،وعمل عروض عمليةمن خلال جهازالكمبيوتر وجهازالفيديو كونفرانس.
  6. تنظيم دورات في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم لجميع العاملين بالمدارس الذكية.
  7. التدريب الدوري المستمر والمتواصل للمعلم على أحدث الأجهزة والبرامج.
  8. استفادة المعلمين والتلاميذ من الخدمات التعليمية والموضوعات الدراسية الجيدة التي توفرها الإنترنت حيث يستفيد المعلم من مواقع المعلومات الخاصة بالتخصص المهني في تصميم الدروس، ويستفيد التلميذ بإشباع رغبته في البحث عن المعرفة والمعلومات من خلال الشبكة، كذلك إتاحة الفرصة لأن يقوم التلاميذ بتحضيرالدروس عن طريق الإنترنت.
  9. قيام الوزارة بإنتاج ومعالجة جميع الموادالدراسية تكنولوجيا وتجهيزالمدارس الذكية بها وأن تكون الموضوعات المعدة من قبل الوزارة كافية،والأقراص المدمجة متوفرة بصورة كافية حتى لايرهق المعلم في إعداد الدروس ماديًا وبدنيًا.
  10. يجب أن تكون نوعية المواد الدراسية المعالجة إلكترونيا جيدة، وتوفرعنصرالتشويق في المادةالدراسية المقدمة من خلال الكمبيوترالمدرسي.
  11. المواد الدراسية المبرمجة حالياً تحتاج إلى مزيد من التطويروالإعداد الجيد من قبل الخبراء بالتعليم.
  12. زيادة عدد المعامل والأجهزة بالمدارس الذكية بحيث يقابل عددالفصول والتلاميذ بالمدرسة (جهازلكل تلميذ) .
  13. زيادة الوقت المخصص للتعلم الإلكتروني وزيادة وقت الحصص حتى يستطيع المعلم التمكن من الوقت وتغطية الدرس بصورة جيدة.
  14. يجب استخدام الذكاء الاصطناعي والوسائل التكنولوجية وشبكة الاتصالات في جميع العمليات الإدارية بالمدارس الذكية ،في الاتصال مع المستويات الإدارية العليا، وفي التواصل مع أسرالتلاميذ ،أو في أي شأن إداري.
  15. عمل قواعد للبيانات خاصة بالتلاميذ والمعلمين والإداريين وجميع العاملين بالمدرسة الذكية.
  16. إمكانية استخدام التلاميذ أو أولياء أمورهم لشبكة الإنترنت في معرفة نتيجة الامتحانات والاختبارات المدرسية الخاصة بهم من خلال الاتصال بموقع المدرسة الإلكتروني، وكذلك في حالة الاستفسارعن شأن إداري.
  17. عمل مكتبات رقمية "إلكترونية" بالمدارس الذكية بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وشبكة المعلومات الدولية.
  18. اتباع طرق وأساليب التقويم الرقمي) الإلكتروني) للتلاميذ بالمدارس الذكية،من خلال توظيف أجهزة الذكاءالاصطناعي المتوفرة لديها.
  19. زيادة الاهتمام بالمشروع وتوعية المعلمين بأهميته ودعمه بالإمكانيات المادية والمتخصصين.



هناك تعليق واحد: