الثلاثاء، 18 يونيو 2013

التعلّق بين الطفل والأم وأثره على الشخصية ؟




*بحث خاص / محمد ابو سليم


أثار مفهوم التعلق اهتمام العديد من الباحثين والمهتمين بنمو الطفل وتنشئته الاجتماعية أمثال (فرويد ,وبولبي ,واينزروث ,وهارلو , ولورنز)  وغيرهم، ويعد التعلق في مرحلة الطفولة موضوعاً شديد الأهمية  لأنه يمثل نقطة انطلاق لحياة الطفل الاجتماعية وارتباطاته العاطفية مع الآخرين ويساعد الطفل على تكوين توقعات أولية عن سلوك الراشدين وتعاملهم معه خلال حياته المستقبلية .

افتراضات العالم بولبي حول التعلق بين الطفل وأمه :

مفهوم التعلق عند بولبي : يرى بولبي (bowlby) أن التعلق يمثل علاقة اجتماعية عاطفية دائمة مع شخص راشد , وان الطفل الذي يتمكن من تشكيل هذه العلاقة يحظى باحتمالات  عيش كبيرة .ورغم أن الأم هي المرشحة الأولى لتكون موضوع التعلق ,فقد لا تكون كذلك بالضرورة.                                                           
                                             
فموضوع التعلق قد يكون أي شخص يتعامل مع الطفل بشكل متكرر ويتصف بأنه شخص سريع الاستجابة لحاجات الطفل ويغدق عليه الرعاية والحنان .

النظرية التطورية :

إن صاحب هذه النظرية هو الطبيب النفسي البريطاني جون بولبي (( john bowlby  الذي كلفته منظمة الصحة العالمية عام 1950 بدراسة الصحة النفسية للأطفال الذين حرموا من أمهاتهم ووضعوا في مراكز خاصة للرعاية  وقد ظهرت الحاجة إلى ذلك بسبب فقدان الكثير من الأطفال لأسرهم إثناء الحرب العالمية الثانية .                                                                                                                      

درس بولبي من عدة مصادر معلومات عن الأطفال الذين فقدوا والديهم أو فصلوا عنهم لفترات طويلة . ومن هذه المصادر سجلات ملاحظة في المستشفيات ودور الحضانة والميتم، كما اطلع على تقارير لمقابلات علاجية لمراهقين أو راشدين يعانون من متاعب نفسية أو انحرافات سلوكية، توصل بولبي إلى وجود نمط من السلوكيات المتشابهة لدى الأفراد الذين تمت ملاحظتهم أو دراستهم، إذ ظهر الأطفال لدى انفصالهم بداية هياجاً وخوفا شديداً , ومرت بهم نوبات بكاء شديدة , ثم حاولوا الهرب من المكان الذي وجدوا فيه وبعد ذلك تعرضوا لمرحلة من اليأس والاكتئاب، وإذا استمرت حالة الانفصال ولم يتم تكوين علاقات اجتماعية مستقرة يصبح الأطفال غير مبالين بالآخرين . وقد سمى بولبي هذه الحالة من عدم الاكتراث ب (اللا تعلق).

حاول بولبي تفسير ظاهرة الانزعاج الناتجة عن الانفصال عن الوالدين , متبنيا من أجل ذلك وجهة نظر تطورية، واعتمد في ذلك على دراسة العلاقة بين صغار القردة وأمهاتها، إذ ان هذه الصغار تمر بفترة طفولة طويلة تكون خلالها ضعيفة وغير قادرة على العناية بنفسها أو الدفاع عنها أمام الأخطار المحدقة بها فلا بد أن تبقى قريبة من أمهاتها لتحافظ على بقائها, وتشبع حاجتها إلى الأمن، وفي مقابل حاجة القردة إلى القرب من أمهاتها تظهر رغبة ملحة لديها لممارسة أنشطة تبعدها عنها مثل الاكتشاف واللعب، ومن أجل التوفيق بين حاجة الصغار للأمن وحاجتها للاستكشاف واللعب , اقترح بولبي وجود "ميكانيزم" يقوم بوظيفة تحقيق التوازن بين هذه الحاجات المتعارضة وسماه ( التعلق ) .

أشار بولبي إلى ان التعلق نظام تحكم متقدم يتطور خلال السنة الأولى من العمر وينتج نوعا من التوازن الدينامي بين الأم وطفلها، فعندما تصبح المسافة بينهما طويلة يقوم أحدهما بسلوك ليقصرها لذا فإن التعلق يزود الطفل بالشعور بالأمن وتكون الأم هي المصدر الذي يزود بهذا الأمن  وعندما يقوم الطفل بمحاولات التعلم والاستكشاف يعود إلى هذا المصدر ليتقرب منه ويطمئن إلى وجوده، قبل إن يستأنف لعبه واستكشافه مرة أخرى ولعل قوة الطفل تكمن في ضعفه وحاجته إلى الرعاية، وان مساق التطور الإنساني يؤدي إلى ظهور سلوكيات لدى الأطفال مثل سلوك المناغاة والمص والبكاء والابتسام تجلب لهم العناية من الكبار .

ويؤكد بولبي أن التعلق يتطور خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل متأثرا بالتطورات الإدراكية والمعرفية التي تطرأ على الطفل، إذ تبدأ العملية بتطور قدرة الطفل على التمييز بين الأشخاص المختلفين والاستجابة إلى أعضاء عالمه الاجتماعي وخلال هذه الأشهر تبدأ العلاقة الحميمة بين الأم والطفل بالتشكل إذ تستغل الأم حالات النشاط واليقظة عند الطفل، فتبتسم له وتتحدث إليه وتلاعبه , ويبدأ هو بالاستجابة لها من خلال إطالة  النظر إلى وجهها وإبداء علامات الفرح والارتياح .

وإذا لم تقم الأم بذلك حتى عمر ثلاثة أو أربعة أشهر فسيبدأ الطفل بالشعور بالانزعاج ويظهر عليه ذلك من خلال النظر بعيداً عن الأم وأحيانا البكاء، وتشكل هذه التفاعلات أساسا لاتصالات أكثر تعقيداً، وتطور لدى الطفل الثقة بأن أمه ستستجيب له على نحو متوقع وأكيد .

وفي عمر سبعة أو ثمانية أشهر يكون الطفل قد حدد موضوع التعلق وتكون عادة الأم ،وصار ينظر إليها على أنها شخص مميز وعزيز يبتسم لها ويتقرب منها أكثر من غيرها، وتصبح مصدراً اجتماعياً وانفعالياً مستقراً، وصار الطفل قادرا على استكشاف عناصر بيئته الجديدة وأثناء ذلك يعاود النظر إلى أمه ليطمئن إلى أنها موجودة، ويشير هذا السلوك إلى انه أصبح لدى الطفل "تمثيلات عقلية" للام , وصار يفهم أنها ستكون موجودة عندما يحتاج إليها وهذا مؤشر على انه نما عقلياً .

تتطور عادة روابط التعلق بين الطفل والأم أولا , ثم يحدث التعلق بين الطفل والأب ولكن بطريقة مختلفة فدور الأب في معظم الثقافات شريك لعب ولا يقدم العناية والتغذية , وغالبا ما يكون لعب الآباء مع الأبناء جسديا ,بينما تقضي الأمهات وقتا أكثر في القراءة للأطفال والتحدث معهم وعرض الألعاب عليهم . لذا فان تعلق الأطفال بالآباء يختلف عن تعلقهم بالأمهات .ففي حين يفضل الطفل اللعب مع والده ,  فهو يلجأ إلى والدته عندما يشعر بالانزعاج والخوف .

وخلاصة مفهوم التعلق عند بولبي : أن التعلق عبارة عن نظام تحكم متقدم يتطور خلال السنة الأولى من عمر الطفل .

افتراضات اينزورث (Ainsworth)حول أشكال التعلق :

تعد م ماري آينزورت (mary  ainworth )من أبرز من أسهم في البحث في مجال التفاعل بين الطفل وأمه، إذ أجرت العديد من الأبحاث في الأعوام (1962 ,1978 ,1982 , 1993 ) في إفريقيا والولايات المتحدة لاحظت فيها العلاقة بين أزواج من الأطفال وأمهاتهم( طفل + أم)

أظهرت نتائج الدراسات أن هنالك أنماطا متسقة ومتمايزة نوعيا للطريقة التي يتفاعل فيها الأطفال مع أمهاتهم خلال السنة الثانية والثالثة من العمر، وبينت دراساتها أن معظم الأزواج المكونة من الأمهات والأبناء الذين لاحظت سلوكهم استطاعوا أن يتوصلوا إلى علاقة مريحة  وآمنة مع نهاية السنة الثالثة , ولكن بعض هذه العلاقات  اتصفت بالتوتر الدائم وشابها كثير من الصعوبات في تنظيم أنشطة مشتركة .

ابتكرت آينزورت طريقة لدراسة علاقات التعلق مستخدمة إجراءات وصارت تعرف بالموقف الغريب (strange situation)  وهدفت هذه المنهجية لملاحظة الاختلافات في استجابات الأطفال نحو شخص غريب عندما يكونون مع أمهاتهم , وعندما يتركون وحدهم, وعند عودة أمهاتهم لهم وقد بررت ذلك في إن الاختلاف في أنماط ردود الفعل يعكس أنواعا مختلفة من علاقات التعلق . 

يتكون الموقف الغريب من ثلاثة مواقف فرعية يستمر كل منها لمدة ثلاث دقائق . ويمكن عرض إجراءات الموقف الغريب في خطوة متسلسلة على النحو التالي : 

1.يقوم المجرب بتعريف الأم وطفلها على الغرفة التي ستتم فيها التجربة ثم يغادر .
 2.يسمح للطفل باستكشاف غرفة اللعب لمدة ثلاث دقائق في حين تراقب الأم الطفل دون أن تشارك .                                                         
3.دخل شخص غريب إلى الغرفة ويبقى صامتا لمدة دقيقة , ثم يتحدث الى الطفل لدقيقة , ثم يقترب من الطفل وتغادر الأم بشكل خفي .          
4.لا يلعب الغريب مع الطفل ولكن يحاول أن يجعله مرتاحا عند الضرورة 
5. تعود الأم بعد ثلاث دقائق , وتطرح التحية , وتداعب الطفل .  
.وعندما يعود الطفل إلى اللعب تغادر الأم ثانية وتقول هذه المرة عند مغادرتها _ (bye-bye) . 
6.يحاول الغريب أن يهدئ الطفل ويلعب معه.  
7.ثلاث دقائق , تعود الأم ويغادر الغريب .

وتتم خلال ذلك ملاحظة الطفل وتسجيل "استجابات" أي تسجل ردود فعل الطفل للانفصال عن الام وعودتها اليه وقد أظهرت دراسات "آينزورت" وجود أربعة أنماط رئيسة للتعلق هي كما يلي :

1.التعلق الآمن : قد يبكي الطفل وقد لا يبكي عندما تغادر الأم . ولكن عندما تعود ,فإن الطفل يريد أن يبقى معها ، وإذا كان يبكي فإنه يتوقف . ولسان حاله يقول لقد افتقدتك  كثيرا , ولكن بما أنك عدت فأنا الآن بخير.

2.التعلق ألتجنبي : لا ينزعج الطفل عندما تغادر الأم , وقد يتجاهلها عندما تعود ويشيح بوجهه عنها . ولسان حاله يقول لقد تركتني  مرة أخرى ,علي دائما ان اعتني بنفسي .

3.التعلق المقاوم : ينزعج الطفل عندما تغادر الأم ويبقى منزعجا وغاضبا وعندما تعود , ويكون من الصعب تهدئته .ولسان حال هذا الطفل يقول لماذا فعلت ذلك ؟ انني بحاجة ماسة إليك ومع ذلك فعلتها مرة أخرى دون تحذير . إنني اغضب كثيرا عندما تفعلين ذلك .

4.التعلق غير المنظم : يكون الطفل مرتبكا عندما تغادر الأم وعندما تعود يبدو أنه لم يفهم ماذا حدث . تظهر على وجه الطفل نظرة استغراب ولسان حاله يقول : ماذا يجري ؟ أريدك معي ولكنك غادرت ثم عدت مرة ثانية , لا أدري هل ابكي ام اضحك .
ومن جدير الذكر أن أنواع التعلق الثلاثة الأخيرة هي تعلق غير آمن، كما أن التعلق الآمن وأنواع  التعلق غير الآمن موجودة في جميع الثقافات في العالم , ومن حسن الحظ أن التعلق الآمن هو الأكثر شيوعا لدى أطفال الأمم المختلفة لأنه يشكل القاعدة الأساسية للتطور الاجتماعي . وان الطفل الذي يتعلق بأمه تعلقا آمنا , يتعلق بأبيه تعلقا آمنا كذلك كما أن الأخوة لديهم عادة نفس نمط التعلق مع الوالدين.

وأشار الباحثون  إلى تطور التعلق الآمن قد يتوقف على العوامل التالية :

1. شخصية الوالدين .
2.مستوى الضغوط التي يتعرضان لها , والدعم الاجتماعي الذي يتلقيانه .
3.مزاج الطفل أو طريقة إدراك الأم أو من يقدم الرعاية للطفل لمزاج الطفل .

 تأثير خبرة تعلق الطفل الصغير بكل من أمه وأبيه في شخصيته عند الرشد:

يعد التعلق أول علاقة اجتماعية تتشكل عند الطفل. لذا فهي بمثابة حجر الأساس لجميع العلاقات الاجتماعية اللاحقة مع الآخرين , فالطفل الذي يمر بخبرات ثقة و حميمة في مرحلة الطفولة المبكرة ويطور تعلقا آمنا سيتفاعل مع إقرانه في مرحلة ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية  بثقة ونجاح . أما الطفل الذي تكون علاقات التعلق لديه ليست ناجحة ولا مرضية ويطور تعلقا غير آمن ,فسيكون عرضة للمشكلات في تفاعله في مرحلة ما قبل المدرسة .

وقد تم دعم هذه التوقعات من خلال نتائج العديد من الدراسات .إذ أظهرت نتائجها ان الأطفال الذين طوروا تعلقا آمنا مقارنة بالأطفال الذين طوروا تعلقا غير آمن يتصفون بأنهم يمتلكون صداقات أكثر , ومهارات اجتماعية أفضل , ولديهم أصدقاء مقربون أكثر ومشاكل سلوكية أقل , ويبدو أن التعلق الآمن يزيد الثقة بالآخرين  ويحسن  مهارات التفاعل الاجتماعي  لدى الفرد , ويجعل الطفل أكثر استقلالية من ذوي التعلق غير الآمن .                                                                                           
أما الأطفال الذين يطورون تعلقا غير آمن فعلى الأرجح أنهم سيعانون من مشكلات سلوكية مثل العدوانية الزائدة والتمرد وعدم مسايرة الكبار  ونقص الكفاءة الاجتماعية . ويمكن أن تمتد هذه المشكلات إلى مراحل النمو اللاحقة 

إن هذه النتائج متسقة مع نظرية "اريكسون" التي تؤكد على تطوير الثقة في مرحلة الطفولة المبكرة أثناء تفاعل الطفل مع والديه مهمة ضرورية  ومتطلب للنمو السليم في المراحل اللاحقة . فمن الواضح أن التعلق الآمن هو الأساس العاطفي الذي يتيح للطفل فرص التوافق مع المطالب والتحديات المستقبلية , وانه يمكن ان يكون له تضمينات هامة في مستقبل الطفل ألنمائي .


إن الطفل الذي ترعرع في وسط مقبول وفي كنف والدين محبين ووجد دوما من يأخذ بيديه ويضمن له الأمن والطمأنينة خاصة في الظروف الصعبة ستعزز الثقة بنفسه عندما يكبر والقناعة بأنه سيجد دوما من يساعده في الحالات الصعبة. فالثقة القوية تنسحب على العالم الخارجي  وتنعكس على طبيعة علاقة هذا البالغ بالعالم من حوله.

الخميس، 13 يونيو 2013

التربية من أجل المواطنة في عصر الفضاء الالكتروني




اعداد محمد ابو سليم

 دراسة للمؤلف مراد وهبه والباحث في ( معهد الدراسات التربوية - جامعة القاهرة / مصر )
وتضمنت عدة موضوعات منها: (التربية - المواطنة - التكنولوجيا - تكنولوجيا الاتصالات - الانترنت - الهوية الثقافية - الغزو الفكري - حقوق الإنسان – الديمقراطية) .


ملخص موجز عن موضوع الدراسة :

تهدف هذه الدراسة الى مراجعة شاملة من قبل التربويين الى مفاهيم الانتماء والهوية، وتدعوا الى مراجعة بعض الأساليب في الثقافة السياسية للأطفال والشباب، في عصر يتصف بالسرعة وسيولة المعلومات، والتشابك والتعقد في نفس الوقت، وتزخر فيه الساحة العربية بالعديد من الثوارت وحركات الاحتجاج التي يتصدر فيها الشباب المشهد ويفرضون ارادة التغيير .

ويتسائل الباحث هل ثمّة فرق بين الهوية الثقافية والهوية القومية؟ ، ويطرح في مناقشته لهذا السؤال قضية المواطنة ويعرّفها بأنها شرط وجود الفرد في الدولة أو في المجتمع السياسي وهي التي تمنحه الاحساس بالهوية وتتيح له ممارسة حقوقه السياسية والاجتماعية فضلاً عن تفاعله مع القضايا العالمية بإعتباره مواطناً عالمياً يعيش في عالم مترابط متعدد الثقافات.

ويشير الباحث في الدراسة الى "حالة الأنومي" او ما يعرف بـ (الاضطراب الاجتماعي) الناجم عن إفتقاد المجتمع للقيم والمعايير التي تنظم عمل التفاعل الاجتماعي، مما أدى الى شيوع الإغتراب بين الشباب وضعف ثقتهم بما يقدم اليهم من ثقافة سياسية في اطار المناهج التعليمية .

وبينت الدراسة ان الفضاء الالكتروني والتطور في وسائل المواصلات والاتصال، غيّر حدود الوطن، ومفهوم الامة، وعناصر الهوية في عقول الأبناء كما غيّرت شبكات التواصل الاجتماعي مفهوم الأمة، فلم تعد محصورة في محددات ثقافية معيّنة كاللغة والدين والقيّم والآمال المشتركة بل اتسعت لتشمل العالم كله .


ملخص عن المجال الذي تناولته الدراسة :

تناولت هذه الدراسة جانب "التربية من اجل المواطنة في عصر الفضاء الالكتروني"، وأشارت الى ان ثورة الشباب فرضت على خبراء التربية مراجعات مهمة في مفاهيم الانتماء والهوية والمواطنة، اذ تشير "قيمة المواطنة" الى مجموعة من المثل المرتبطة بالديمقراطية وتتجلى في مجموعة من المبادئ والمواقف والمفاهيم السياسية التي لها ابعادها الفردية والاجتماعية فضلاً عن جوانبها المعرفية والوجدانية والاخلاقية .

وتعدد الدراسة المجالات التي تغطيها "قيمة المواطنة" والتي تتضمن مجموعة من القيم المرتبطة بالحياة والمجتمع، منها:

1.     مجال الحقوق المدنية .
2.     المجال السياسي .
3.     المجال الاجتماعي والاقتصادي .
4.     المجال الثقافي .

وتشير الدراسة شيوع عدة ظواهر ثقافية سلبية ساعد على انتشارها عجز النظم التعليمية عن مواجهتها بسبب محدودية الدور الذي فرضته عليها الانظمة السياسية، ولعل من ابرزها ظاهرة "الفصام الثقافي" حيث تفقد الثقافة فعاليتها لحدوث انقسام بداخلها بين مجموعة المثل والقيم الاجتماعية والسياسية التي يعلنها النظام التعليمي والتي من المفترض ان تنظم التفاعل الاجتماعي، وبين مجموعة القواعد والمعايير التي توجه السلوكيات على أرض الواقع .

وأوضحت الدراسة أن الفضاء الإلكتروني قد وفّر مساحة واسعة للأجيال الناشئة من حرية التعبير التي قد لا يجدونها في مدارسهم وجامعاتهم أو حتى مجتمعاتهم ، وطريقة اندفاعهم للتعبير عن آرائهم بمختلف الوسائل والأشكال، مسقطين كل التابوهات القديمة التي كانوا لا يجرؤون من قبل على مجرد التفكير فيها .

وذكرت الدراسة (المبادئ الرئيسية للتربية من اجل المواطنة)، منها :

·        إن التربية فعل سياسي، والسياسة فعل تربوي، ولا يمكن الفصل بين الإثنين فكلاهما يستهدف المواطن كفرد وكعضو في جماعة .

·        يخطئ من يظن ان "برامج التربية من اجل المواطنة" هي مجرد مجموعة من المعارف السياسية او الاجتماعية تقدم للطلاب في سياق المنهج الدراسي، بل هي مجموعة متكاملة ومترابطة من المهارات التي ينبغي على النظام التعليمي ككل ان يعمل على تنميتها وتهيئة المجال لممارستها من خلال مشاركة نشطة وفعّالة .

·        التربية من اجل المواطنة سوف تؤدي الى تغيرات ايجابية في اتجاهات الشباب وسلوكياتهم ومواقفهم مما يؤدي الى التقليل من انفصالهم وعزلتهم عن المجتمع .

·        تلعب التربية من اجل المواطنة دوراً مهماً في تطوير الحياة المدرسية، كتقليل العنف ورفع مستوى التحصيل .

·        ترفع التربية السياسية من مستوى وعي الشباب بالأزمات السياسية والديمقراطية في المجتمع والعالم بأسره .

·        هناك ثلاث مسارات أساسية للتربية من اجل المواطنة في ظل المتغيرات العالمية والمحلية وهي :

1.     المعرفة والفهم اللازمين للمواطن المثقف .
2.     تنمية مهارت البحث والاتصال .

3.     تنمية مهارات المشاركة والعمل المسؤول .