الثلاثاء، 21 مايو 2013

العلاقة بين التعليم والتنمية المستدامة في المجتمعات العربية



   


















بحث خاص / محمد ابوسليم

معظم أدبيات التنمية تُجمع على أن التعليم هو قلب التنمية وصلبها وأن نجاح التنمية في أي مجتمع يعتمد كثيراً على نجاح النظام التعليمي في هذا المجتمع، والتعليم مفتاح التقدم وأداة النهضة ومصدر القوة في المجتمعات .

ويعتبر التعليم والتنمية وجهين لعملة واحدة فمحورهما الإنسان وغايتهما بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته من اجل تحقيق تنمية مستدامة بكفاءة وعدالة تتسع فيها خيارات الحياة أمام الناس.

ويعدّ التعليم من أهم روافد التنمية وعناصرها المختلفة فالمجتمع الذي يحسن تعليم وتأهيل أبنائه ويوفر الموارد البشرية القادرة على تشغيل وإدارة عناصر التنمية، يساهم في بناء مجتمع قوي سليم يسوده الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي والاقتصادي.

من هنا ندرك أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم والتنمية المستدامة والتي تمثل (التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية والتنمية البيئية)، لا تستطيع التنمية أن تحقق أي خطوة إلا إذا توفرت القوى البشرية المؤهلة، وبالتالي فإن عملية التعليم أو التعلّم بالأحرى هي أساس عملية التنمية المستدامة.

ويؤكد الخبراء والمختصون بأن إدارة التنمية المستدامة، وهنا نذكر"التنمية البيئية" وقضايا الطاقة (الطاقة المتجددة والغير متجددة)، لابد من أن تأخذ الجامعات دورها في البحث العلمي وتخريج أفواج قادرين على أن يديروا عملية الطاقة والبحث المستمر عن بدائل لهذه الطاقة وإلا لن تكون هناك تنمية مستدامة عندما تنفذ مصادر الطاقة في المستقبل .

عندما نتكلم عن "المجتمع"، يدور في الذهن بعض أسئلة مثل ما هي الوسائل لتوفير فرص عمل؟ و طريقة القضاء على البطالة المتفشية بالمجتمعات العربية؟ تأتي الإجابة بأن التعليم والتعلم هو السلاح الأقوى للقضاء على هذه المشاكل التي تؤرق المجتمعات العربية خصوصاً والعالم عموماً، وأيضاً لتنمية المواهب والقدرات وشحذ الهمم والأفكار والنهوض بالموارد البشرية التي تستطيع أن تفي باحتياجات العمالة المناسبة للخريجين من الجامعات والمعاهد المختلفة ، ولا بد من الإشارة هنا إلى مفهوم الاقتصاد المعرفي (Economy) ومفهوم (E Society) أي المجتمع الاقتصادي الذي يقوم على المعرفة والعلم .

وعلى ضوء ما تقدم فعملية التعليم والتعلم لها ارتباط وثيق الصلة بالتمنية المستدامة وهي استثمار بالبشر وللبشر، وقد ساعدت بحوث اقتصاديات التعليم على تحول جذري في الفكر التنموي التعليمي الذي يركز جل اهتمامه على تنمية قدرات البشر واعتبار التعليم هو محور التنمية الحقيقة وأداة تنمية قدرات البشر .

ويتضح لنا كيف أن التعليم هو الذي دفع بالإنسان إلى صلب العملية التنموية وجعله المكون الأهم في معادلة التنمية ورفع شعار" لا تنمية بلا بشر "، أي انه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في الإنتاج وفي النمو الاقتصادي، وإن الاستثمار في رأس المال البشرى هو أحد أكثر الوسائل فعالية للحد من الفقر وتشجيع التنمية المستدامة.

تقول حكمة صينية : إذا أردت الاستثمار لعام واحد فازرع الحنطة وإن أردت الاستثمار لعشر سنوات فازرع شجرة ولكن إن أردت الاستثمار مدى الحياة فازرع في الناس.

 لذلك يجب أن نهتم اهتمام كبير ومباشر بقضية التربية والتعليم والتدريب والتطوير حتى نحقق أهداف الأمة العربية والإسلامية بتنمية حضارية شاملة مستدامة .

بعد التأكيد على علاقة التعليم بالتنمية وتأثير المنظومة التعليمية الجيدة ببناء نهضة وتنمية مستدامة وحضارية راقية، ثمة أمور لا بد من الإشارة إليها في ارتباط وصلة بالتعليم بالتنمية، سنذكر في البداية الاستثمار في التعليم والذي يعد مدخلا عاماً للتنمية المستدامة لا بد منه.

 وسنلقي الضوء على مستقبل التعليم وطموحاته في المجتمعات العربية، ونختم بواقع التعليم في المجتمعات العربية ونبين الأزمة القائمة بين التعليم والتنمية المستدامة المطلوبة وما هي خطوات الحصول على مخرجات تعليمة قادرة على صنع تنمية مستدامة تغير من واقع الحال .


الاستثمار في التعليم مدخل للتنمية المستدامة :

في مجتمعاتنا العربية يبرز مظهر التخلف الاقتصادي والاجتماعي في ضعف الإمكانات المادية وانخفاض مستوى القدرات البشرية الضرورية في إحداث التنمية ، ويعد التعليم المطلب الأساسي والضروري لتحقيق التنمية المستدامة ، وان الاهتمام بتكوين الإمكانات والمهارات البشرية عن طريق التعلم والتدريب بهدف اكتساب المهارات والقدرات اللازمة للنهوض بالعملية التنموية والتي من خلالها يستمد النمو الاقتصادي قوته وحيويته ، فالشخص المتعلم لا بد من أن يكون منتج ويساهم في عملية التنمية .

ومن منطلق أهمية التعليم في صنع الحضارة وبناء الإنسان لا بد أن يحظى قطاع التعليم باهتمام كبير، وان توضع أسس وخطط انطلاقة النهضة التعليمية بمعطياتها ونتائجها سواء من حيث النوع والكمّ .

ويشكل التعليم محوراً أساسيا لكافة الخطط التنموية، كما انه ركيزة مهمة من مرتكزات التنمية المستدامة، بالإضافة إلى المهام الرئيسية الأخرى المرتبطة بالجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية .

وبتعريفنا لمفهوم ""الاستثمار في التعليم" ودوره في التنمية  فهو من أولويات وأساسيات التنمية الشاملة المستدامة الصحيحة.

إن مشاريع الاستثمار في التعليم النظامي والذي يشمل( التعليم الأساسي، الثانوي، الجامعي) والتعليم الغير نظامي (التدريب ومحو الأمية)، لا يمكن أن تنجح إلا إذا توفرت لها البيئة الملائمة  والمحفزة  إلى زيادة  التعليم كالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

وفي ضوء بحثنا عن دور الاستثمار في التعليم وتكوين رأس المال البشري، تظهر توليفة عامة تبين أهمية الاستثمار في التعليم ودوره الرئيسي في تحقيق النمو الاقتصادي وتخفيف الفقر وبالتالي الوصول إلى التنمية الشاملة المستدامة .

ولتحقيق نمو اقتصادي والقضاء على الفقر يأتي الاستثمار في الموارد البشرية من خلال التعليم جزء هام وأساسي  في بناء قدرات ومهارات بشرية فعالة في المجتمع .

و"يمثل الحرمان من التعليم، أول مراحل الحكم على البشر بالفقر، ويميل هذا الحرمان ليكون أقسى في حالة النساء والأطفال، ومن المؤكد أن قلة التحصيل التعليمي، ورداءة نوعيته، ترتبط بقوة بالفقر".


وفي معرض دراستنا لدور وعلاقة المجتمع مع المؤسسات التعليمية وتضافر جهود المؤسسات التعليمية في كافة مراحلها على تحقيق التنمية البشرية في المجتمعات على نحو يصبح الفرد وسيلة وهدف التنمية في الوقت نفسه.

وفي واقع الحال تظهر حقيقة الصلة بين الخطة التربوية والتعليمية والخطة الاقتصادية بأنها تكاد تكون مقطوعة، نظرا لضعف التواصل بين حاجات التربية والتعليم من جهة وحاجات التنمية الاقتصادية من جهة أخرى، وهي بمواصفاتها الحالية عاجزة عن ربط المدرسة بسوق العمل، حتى مدارس التعليم الفني القائمة لم تستطع تلبية احتياجات سوق العمل، وذلك لضعف المستوى العملي لخريجيها، وهو ما يجعل المدرسة بواقعها الحالي عاجزة عن إعداد الناشئة إعدادا جيدا لسوق العمل، والذي ينعكس سلباً على التنمية بشكل عام.

وقد توقعت دراسات وأبحاث سابقة أن يكون هناك تأثير تعليمي إيجابي على النتائج  الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل،حيث أكدت هذه الدراسات على العلاقة الايجابية بين التعليم الجيد والتنمية المستدامة.

مستقبل التعليم والتنمية المستدامة :

على هامش مؤتمر أقامته مؤسسة الفكر العربي يعنى بالتعليم ودوره في التنمية عام 2010م في بيروت  قال الأمير خالد الفيصل: "إن التنمية البشرية التي هي قوام التنمية المستدامة هي بالدرجة الأولى مسؤولية النظام التربوي والتعليمي، الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولية التنمية المعاصرة والنهوض ـ في جهد جماعي ـ بمستقبل الأمة" .

في السياق العام للحديث عن مستقبل التعليم ودوره في التمنية المستدامة تطرح العديد من الأسئلة  منها : 

1) ما هي رؤيتنا لأنفسنا في حاضرنا ومستقبلنا وفي عصر العولمة؟ وما هي طموحاتنا تجاه فرص العولمة وتحدياتها ومكانتها، وهل سنكون في ركب القيادة أم من الدول التابعة؟ وكيف سنرى مستقبل الأجيال القادمة؟ وما هي التوجهات والخيارات لجعل الأجيال القادمة قادرة على النهوض ببلدانهم؟


2) وضع رؤى واستراتيجيات واضحة للأجيال التي تلينا هي محور ارتكاز الاستدامة في النمو الذي نصبو إليه، في عصر تكّمن تحدياته في تعليم الشباب وتأهيله، والتأسيس لدور هذا الشباب في إخراج المجتمعات العربية من حالة التهميش الاقتصادي والمعرفي والسياسي .

3) لن يكون هناك تنمية مستدامة إلا بقيادة الإنسان نفسه للتنمية الشاملة، هذا ما يؤكد عليه الخبراء والمختصون، من هنا يأتي التحدي التعليمي، وستكون الاستراتيجيات التي نسعى من خلالها لتحقيق طموحاتنا موجهة للدور الذي يضطلع به التعليم في إحداث تنمية شاملة.

ندرج بعض الاستراتيجيات التي من شأنها الرفع من سوية التعليم التنموي :

  1. مستقبل التعليم والتركيز على التخطيط والرؤى، فتكون نوعية التعليم تواكب التحولات والمستجدات العالمية.
  2. تعميم التعليم وتكافؤ الفرص.
  3. محفزّة للحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
  4. احتضان الكفاءات والبحث العلمي ذو النوعية العالية.
  5. التعلّم المستمر مدى الحياة.
  6. صقل المواهب والمهارات بتقنية المعلومات في عالم المعرفة.
  7. بناء القدرات وامتلاك أدوات الابتكار.


ومن هنا إن كانت مخرجات تعليمنا قادرة على التعامل مع تحديات العصر ومتطلباته المتجددة وعلى المنافسة في اقتناص فرص العولمة، ومواكبة المبتكرات العلمية والتكنولوجيا، يومئذ نقطف نتائج وثمار جهد التعليم في تحقيق النقلة النوعية والجذرية التي تهدف إليها التنمية الشاملة المستدامة .

أزمة التعليم والتنمية المستدامة:

في خضم التأكيد على أهمية التعليم ودوره الهام والرئيسي في التنمية المستدامة والإشارة إلى أن الاستثمار في التعليم مدخل ضروري للتنمية ، والتأكيد على مستقبلية التعليم التنموي المستدام وحفظ حقوق الأجيال القادمة ، لا بد من إن نتطرق إلى أن هناك على ارض الواقع أزمة واضحة بين التعليم من جهة والتنمية المستدامة من جهة أخرى، وما توصيف هذه الأزمة ومن المسئول عنها؟

إن البحث في " أزمة التعليم والتنمية المستدامة " يبين إن الأزمة قائمة على الجانبين، وعلى العلاقة بينهما - المتمثلة في التنمية الإنسانية، التي تستند بالضرورة إلى العلم والتعليم، باعتبارهما عماد التقدم ؛ فلا "التعليم" القائم تعليم عالي ؛ ولا " التنمية " الجارية مستدامة، أو إنسانية كما يؤكد كثير من الباحثين .

يذكر مدير الجامعة اللبنانية د. مجدي حماد أن ( الأزمة ليست " أزمة موارد مالية" وإلا لكانت المجتمعات العربية النفطية قد تغلبت عليها، بل إن " عقلية الشراء " السائدة في بعضها، نتيجة لهذه الوفرة الطارئة، قد تكون جزءاً من " الأزمة " لا من " الحل ") .


للتوضيح نعرض نموذجين مثالاً على ذلك  :

  النموذج الأول :ما نشر عن قائمة أهم (500) جامعة في العالم، التي تضمنت (7) جامعات إسرائيلية، ولم تكن بينها أية جامعة عربية، ليست هذه" الحقيقة " وحدها المؤلمة، إنما ما سطّره أحد كبار الأساتذة على صفحات" جريدة الأهرام " بشأن الشكوى من المعايير المستخدمة في التصنيف ؛ ثم إن التصنيف ينصب على شق واحد من مهام الجامعات وهو البحث العلمي  بينما إذا تم تجريد الجامعات من هذه المهمة تتحول إلى "مدارس ثانوية"!.

النموذج الثاني : إذ يعبر تعبيراً دقيقا عن" الأزمة" وعن خطورة " عقلية الشراء"، بعد هزيمة عام 1967 دفعت أحد " الزعماء العرب" من أهل الخليج العربي إلى طرح السؤال الآتي على "جمال عبد الناصر" : كم يبلغ ثمن القنبلة النووية؟! كان يطرح السؤال باعتباره يسعى إلى تقديم " الحل النهائي " للصراع العربي – الإسرائيلي"، مرة واحدة وإلى الأبد ! .


إن أزمة التعليم من منظور التنمية المستدامة ، ومن أي منظور آخر أيضا، تتجسد في ثلاثة أبعاد أساسية متكاملة ومترابطة :

1) فلسفة التعليم العالي، التي تحدد هدف العملية التعليمية : هل الهدف هو تخريج متعلمين، أم مثقفين، أم باحثين ومشروع علماء، بناءً على ذلك كيف يتم تحديد التخصصات – النظرية والعلمية والتطبيقية- واختيار مناهج التدريس.

2) المنظومة التعليمية والعلمية المتكاملة، التي تشمل التعليم بكافة مراحله وأنماطه : عام وعالٍ، مهني وفني، إلى جانب البحث العلمي والتطوير والتكنولوجيا،  والتأكيد على أهمية هذه المنظومة التعليمية والعلمية المتكاملة.

3) المنظومة المجتمعية، بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تحدد كلاً من فلسفة التعليم العالي، والمنظومة التعليمية والعلمية المتكاملة.


ونختم بالقول إن كانت هناك رغبة في إنجاح التنمية الشاملة المستدامة وردم الفجوة العلمية والنهوض بالمستوى العلمي لمخرجات التعليم في الجامعات علينا أن نعزز بعض الأمور على سبيل المثال:

  1. تعميم التعليم والإهتمام بجودته ومضمونه ومعايير قياسه.
  2. الاهتمام بالتدريب العلمي والتكنولوجي والتطبيقي، وبالتدريب المستمر وخلال العمل.
  3. تنمية المؤسسات وبناء المنظومة الوطنية للعلم والتكنولوجيا والمعرفة.
  4. الاهتمام بالتدريب والتعليم المهني القادر على تخريج حرفيين وفنين اكفاء ومقتدرين .
  5.  ونخلص بنتيجة أن من المؤشرات الهامة على قدرة المجتمعات في اكتساب المعارف والعلوم هي ما تصرفه على البحث العلمي والتطوير، مقاساً بقيمة المقدرة لكل فرد من السكان من الناتج المحلي الإجمالي.




الاثنين، 20 مايو 2013

السبّورة الذكيّة





















هي سبّورة بيضاء نشطة مصحوبة بشاشة تعمل باللمس، حيث يلمس المعلّم السبورة ليتحكّم في جميع تطبيقات الحاسوب الآليّ (كالربط بشبكة الإنترنت)، كما يمكنه تدوين الملاحظات، ورسم الأشكال،وتوضيح الأفكار، وإظهار المعلومات المفتاحيّة بواسطة الأخبار.


ويمكن من خلال السبورة الذكيّة :
حفظ الدروس التي ينقلها المعلّم إلى أجهزة التلاميذ أو إرسالها إليهم عبر البريد الإلكترونيّ،كما يمكن تشغيل أيّ ملف وسائط متعدّدة لتقديمه للطلبة.

فوائد السبورة الذكيّة  :

1) توفيــــر الوقت:

يوفّر المعلّم باستخدام تطبيقات الحاسوب الكثير من الوقت والجهد المبذول في إنتاج الوسيلة التعليميّة.

2) توفير التكلفة الماديّة:

يستطيع المعلم التخلص من كثرة الوسائل التعليمية التي يحتاجها في الحصة الصفيى والتركيز على وسيلة واحدة ذات فعالية في عملية التدريس .
ويوفر استخدام ON SCREEN KEYBORD الوقت في البحث عن حرف اثناء الطباعة فبمجرد الكتابة بالاصبع او القلم الالكتروني يتحول خط اليد الى كتابة مطبوعة .

3) حلّ مشكلة نقص كادر الهيئة التدريسيّة: 

يتمّ تطبيق الفصول الذكيّة في المدارس، حيث يستطيع المعلّم أن يتابع صفّين أو أكثر في آن معًا وذلك من خلال تثبيت آلات تصوير على السبورة الذكيّة، فيستطيع الطالب أن يطرح أيّ سؤال على المعلّم أثناء الشرح في الغرفة الصفيّة.

4) عرض الدروس بطريقة مشوّقة، وتعليم مهارات استخدام الحاسوب:

يستطيع الملعم استخدام برنامج عرض الشرائح لعرض الدروس باستخدام السبورة الذكية والكتابة على معظم تطبيقات برامج Microsoft office  والابحار في مواقع الانترنت المرتبطة بالدروس بشكل واضح مع طلبته، كما يمكن ايضا تعليم مهارات استخدام الحاسوب .

5) تسجيل واعادة عرض الدرس:

يستطيع المعلّم باستخدام السبورة الذكيّة تسجيل وإعادة عرض الدروس بعد حفظها ومن ثمّ عرضها للطلبة الغائبين، أو طباعة الدرس كاملاً لهم، أو إرساله بوساطة البريد الإلكترونيّ عن طريق الإنترنت، وبالتالي فإنّه لن يفوت الدرس على أيّ من الطلبة.

6) التعليم الالكتروني :



استخدام السبورة الذكيّة في التعلّم الإلكترونيّ :

تستخدم السبورة الذكيّة بشكل تفاعليّ بين المعلّم والمتعلّم داخل الغرفة الصفيّة، وكونها سبورة إلكترونيّة فهي تتناسب والتعليم الإلكترونيّ.

ومن خصائصها :
  1. شاشة تعمل باللمس، ويمكن للمعلّم أن يكتب عليها بقلم إلكترونيّ خاصّ، ويستطيح محو ما كتب بوساطة ممحاة إلكترونيّة أنيقة.

  2.  مجهزّة للاتّصال بالحاسوب وأجهزة العرض، وبمجرّد توصيلها تتحوّل إلى شاشة حاسوب عملاقة عالية الوضوح.
  3. مزوّدة بسمّاعات وميكرفون لنقل الصوت والصورة.
  4.  تحفظ الكتابات والرسومات والصور التي يعرضها المعلّم في ذاكرتها، وتنقلها إلى حواسيب المتعلّمين.
  5.  يمكن للمتعلّم أن ينقل ما لديه من ملاحظات لتعرض على السبورة.


استخدامات السبورة الذكيّة:
  1. يمكنها استخدام جميع أوامر windows عليها.
  2. إمكانيّة الكتابة وتصحيح العبارات والمعلومات آليًّا.
  3. إمكانيّة الرسم والتشكيل والكتابة في البرامج.
  4. إمكانيّة الحفظ والطباعة كما هي الحال في استخدام الحاسوب.
  5. يمكن عرض البيانات وبرامج العرض باللمس على الشاشة والتحكّم بتشغيلها.
  6. استخدامها كشاشة حاسوب مكبّرة تسهّل للمعلّم الرجوع إلى المعلومات بعد الشرح مع إمكانيّة إضافة أو حذف الملاحظات.


عيوب السبورة الذكيّة:
  1. ارتفاع ثمنها.
  2. ارتفاع تكاليف الصيانة
  3.  قلّة مراكز الصيانة.
  4.  لا تخدم اللغة العربية بشكل كامل، حيث لا تتوافر خاصيّة تحويل الكتابة اليدويّة العربيّة إلى كتابة رقميّة.


إمكانيّات السبورة الذكيّة:
  1. يتمّ عرض الصور والملفات من جهاز الحاسوب  إلى السبورة الذكيّة عن طريق جهاز العرض.
  2. يمكن عرض صفحات الويب من الأصوات ومقاطع الفيديو ممّا يؤدّي إلى الاستغناء عن الطباشير بقلم خاصّ
  3. يمكن استخدام القلم التفاعليّ، كقلم سبورة أو فأرة حاسوب للتحكّم بما يعرض على الشاشة، وكذلك التحكّم بحجم الخط أو لونه.
  4. يمكن إدراج صور من قرص مدمج أو مرن وتوظيفها في الدرس.
  5. تتضمّن السبورة الذكيّة برنامجًا يحوي صوراً جاهزة مثل، الخرائط، وصور حيوانات، وأشكال هندسيّة، وخلفيات يمكن استخدامها في الدرس.
  6. عرض الصور العلميّة والتجارب.
  7. إمكانيّة تحريك الكلام والصور على السبورة باستخدام القلم بدلاً من الفأرة والبعض منها يمكن تحريكه بالإصبع.
  8. استخدام بعض الأدوات المتوافرة على السبورة كالمسطرة، والمنقلة والفرجار، حيث تغني  المعلّم عن حملها من صفّ إلى آخر.
  9. تتضمّن السبورة الذكيّة ساعة يسهل التحكّم فيها كمؤقّت، أو تستخدم للعدّ التنازلي وغيره.



مقارنة بين السبورة الذكية والسبورة الطباشيرية :




السبت، 18 مايو 2013

دور الإعلام العربي في مجال التنمية البشرية




*بحث خاص / محمد ابو سليم

في بداية الحديث عن دور الاعلام في التنمية البشرية وخاصة في مجتمعاتنا العربية لا بد من ادراك قيمة مفهوم "الإعلام التنموي" ودوره الرئيسي والهام في الوصول الى تنمية بشرية ذات قيمة وفعاليّة .

ولقد بات تأثير الإعلام في واقعنا الحاضر واضحًا وجلياً، ولا تستطيع أي جهة ان تنكر تأثيره على جميع جوانب الحياة المتنوعة، ومع تطورالاعلام الهائل وخاصة في السنوات الأخيرة الماضية وتعاظم دور وسائل الاعلام والاتصال في تحقيق تفاعل سياسي واقتصادي واجتماعي، كان لا بد من ثمة التأكيد على أن الإعلام التنموي هو إعلام هادف وشامل ومتكامل يمتاز بالواقعية والموضوعية ويستند الى الصدق والوضوح والنزاهة في التعامل مع المجتمع ليقوم بدوره في تحقيق غايات التنمية وينهض بالقدرات والمهارات البشرية.

فالإعلام التنموي مرتبط بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية ودوره بالتنمية يكمن بالمشاركة والتعاون مع مؤسسات المجتمع الاخرى .

عندما نأتي على مفهوم التنمية البشرية على انه عملية توسيع خيارات الشعوب وتمتع الإنسان بمستوى مرتفع من الدخل وبحياة صحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية وتوسيع نطاق القدرات البشرية إلى أقصى حد ممكن وتوظيفها واستغلالها في جميع الميادين، ندرك اهمية الاعلام الذي يعد رافداً مهماً في التنمية البشرية .

ويعكس الإعلام بما فيه من جوانب اجتماعية وجماهيرية "واقع القوى السياسية والاقتصادية الشاملة"، كما يعكس المستوى الحضاري والتقدمي للمجتمع .

ويشكل الإعلام قناة لنقل العلم، والمعرفة، والخبرات، ووسيلة لنقل الاخبار والاحداث بشقيها (الحقيقية والمفترضة)، ويسهم إسهامًا إيجابيًا في المجتمع ويخلق شعورًا بالانتماء إلى الوطن، وهذا الشعور كفيل بتحويل الاهتمام من المجال الشخصي إلى الشؤون والاهتمامات الوطنية، ومن مهامه نشر وتوضيح التخطيط وتعليم المهارات والتخصصات الفنية، ومحو الأمية، والإسهام في كل أنواع التعليم والتدريب، وإعداد الناس بوصفهم مجتمع واحد والقيام بدورهم بالتنمية والتطور والنمو .

ويمكن أن تُستخدم وسائل الإعلام بطرائق مختلفة باختلاف القوى والأنظمة والسياسات وهذا بدوره يحدد مهامها الحالية والمستقبلية، وعلى الرغم من الواقع المرير في الدول العربية يفترض من الإعلام أن يؤدي وظيفته بوصفه جزءًا من المجهود الوطني في تحقيق المهمة الكبرى وهي التنمية، والتطوير، وتحقيق الوحدة الوطنية .

فالإعلام قادر، إذا أحسن استخدامه، على خلق المناخ الضروري لتجسيد هذه الأهداف الجوهرية، وإيجاد المكونات الحيوية كالابداع، وإثارة دافع الإنجاز، وإرساء الطموحات التربوية والتعليمية والاقتصادية، والمهنية، وتعليم المهارات الأساسية، وإذا ما استخدم فعلاً بطريقة صحيحة يصبح أداة فعالة لتحقيق التكامل الوطني والتنمية البشرية.

وسنتعرض أهمية ودور الاعلام في التنمية البشرية، وصفات الاعلام العربي على واقع الارض وما هي القضايا التي يجب التركيز عليها للوصول الى اعلام يعزز التنمية ويلعب دوراً ريادياً في تحقيق التنمية البشرية.


أهمية ودور الإعلام في التنمية البشرية

تكمن أهمية الاعلام في التنمية البشرية في الدفع قدمًا نحوالأمام وإلإنجازعلى الشكل المطلوب، ويؤكد الباحثون أنه من المفترض على الإعلام أن يعمل على تعبئة الموارد الذاتية للمجتمع وفق إستراتيجية واضحة ومدروسة لكيفية تحقيق التنمية، وحصر الأولويات  في توسيع نطاق المشاركة الشعبية وإنشاء الأجهزة والمؤسسات التي تنهض بالدور الرئيسي في تنفيذ الخطط والبرامج التنموية وتحقيق قدر من العدالة على افراد المجتمع .

ومن الجدير بالذكر الإشارة الى أدوار الإعلام في التنمية، فيذكر الباحثون ان للإعلام أدوار إجتماعية وسياسية وثقافية، فمن الناحية الاجتماعية يقوم بخلق آفاق فكرية جديدة ولفت نظر المجتمع الى القضايا العامة باعتبار ان التنمية قيم ومعايير ومعتقدات اجتماعية متجددة .

وعلى صعيد الدورالسياسي فإنه يهدف إلى تأكيد أهمية مبدأ الوحدة الوطنية وشمولية دائرة الحوار السياسي، ودفع الناس باتجاه المشاركة السياسية واتخاذ القرار وتوضيح الأبعاد الوطنية للتنمية ومن الناحية الثقافية يسعى في خلق الظروف المواتية للتنمية ودعم التحولات الاجتماعية، وترسيخ التطورات الإيجابية في مجال التعليم، والاهتمام بالتربية جنبًا إلى جنب مع التطور الاقتصادي والاجتماعي، فالتنمية عملية إنسانية حضارية ونحن هنا نركز على تنمية الانسان .

وهكذا فان الإعلام التنموي يهدف إلى خدمة قضايا المجتمع فهو يسعى في تحقيق أهداف دور الإعلام في تحقيق التنمية البشرية والتكامل الاقتصادي العربي ويسهم أيضًا في ترسيخ الوعي الحقيقي بالتنمية القائم على المصارحة وتقديم الحقائق ومن ثم تبني الخطط التنموية اللازمة.

ولضمان نجاح الإعلام في نشر التنمية البشرية لابد من وجود رؤية واضحة واستراتيجية، تهدف الى إبراز فلسفة التنمية وتوجهاتها، واستخدام أدوات البحث ، والمهنية والمصداقية واحترام الحرية الصحافية والاستقلالية في تحديد مشكلات وقضايا وتحديات التنمية .

سمات الإعلام العربي الراهن

يعد الإعلام العربي جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية والسياسية في الدول العربية وارتباطه بالسلطة والمال من حيث تبعيته شبه الكاملة للدولة والقوى الاقتصادية الفاعلة والمسيطرة .

وفي طبيعة الحال فان الاعلام العربي  يعكس حالة النظام العربي الراهن، وما يتسم به من خصوصيات محددة، كما يعبر عن سياسات الأنظمة والقوى السياسية والاقتصادية، فهو مرتبط بالتطورات التي تطرأ على الوضع العربي، مع بروز دوره الإيديولوجي والسياسي والاقتصادي.

وللأسف لا تتمتع المؤسسات الإعلامية العربية بالمكانة المناسبة كأداة سياسية مهمة في إحداث التغييرالسياسي والتنمية الشاملة بشكل عام والبشرية بشكل خاص كما هو الحال في الدول المتطورة .

 كما يتسم الإعلام العربي بالتبعية الإعلامية التكنولوجية والثقافية وتتجلى هذه التبعية بصور مختلفة منها اعتماد الدول العربية على الدول المتطورة في كل ما يتعلق في البنى الأساسية للاعلام من مرافق، ومعدات، وتسهيلات في الإنتاج والتوزيع، واستخدام المواد الإعلامية اللازمة .

 وأيضا تقوم وكالات الأنباء الغربية الكبرى بإغراق الإعلام العربي بأخبار يتم اختيارها وصياغة مفرداتها وفقاً لمعايير اجتماعية وسياسية لا تراعي مصالح المجتمعات العربية الموجهة إليها أو أولوياتها وتحاول تمرير العبارات والمصطلحات ذات المضامين الفكرية والسياسية التي تراعي في الدرجة الأولى مصالح القوى والجهات الدولية التي تعمل على تدجين واحتواء الوطن العربي ثقافياً وسياسياً .


وقد شهدت وسائل الإعلام العربي تطورًا كميًا بارزًا في شتى مجالات الإعلام من صحافة مكتوبة وإذاعة صوتية، ومرئية،إلا أن هذا التطور لم يواكبه تطور في مجالات البحوث الإعلامية التي تهتم  بتنمية المجتمعات وتعزيز التنمية البشرية التي تساهم في الارتقاء في المجتمعات العربية .

د. عزت حجار باحث في "الدراسات الاعلامية الميدانية"، إستعرض أهم سمات الاعلام العربي في الوقت الحاضر منها :

  1. يوجد إختلال في توازن تدفق المعلومات على الدول والمجتمعات العربية .
  2. إنعدام وضعف البنية الأساسية للاتصال والاعلام .
  3. تنوع المحضورات القانونية، وهي مرتبط أساسًا بطبيعة الأنظمة السياسية التي لا تعتمد في أغلبية الدول العربية على قاعدة المشاركة والتدوال الديمقراطي.
  4. قلة الموارد البشرية ممثلة بقلة الأطر البشرية المهيأة، علميًا من صحافيين ومخططين وإداريين وإعلاميين.


إن دخول الإعلام العربي بشكل أولي مرحلة الإعلام المتخصص بوصفه تطورًا طبيعيًا للسياق المعرفي والتاريخي والاجتماعي وذلك مع تزايد الحاجات الإعلامية لمختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، وإتساع حلبة المنافسة في المجتمع، وتشابك الأحداث السياسية والاقتصادية في عصرنا الحالي، ولدوره المؤمل عليه في التنمية البشرية ورفع سوية الوعي والإدراك .

مساهمة الإعلام في الحياة العامة

لا يزال الطريق طويلاً أمام تحول الإعلام العربي من مستورد للمعلومات إلى المشاركة في صناعتها، وفي خضم التحولات العربية المتسارعة تظهر حاجة ماسة لسرعة مجاراة الاحداث، ودعم الحراك الثوري والإصلاحي وقضايا التحول الديمقراطي والمواطنة، وأهمية دعم القضايا الوطنية والقومية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتحرر من الهيمنة الأجنبية وإطلاق التكامل الاقتصادي العربي والتنمية الشاملة.

ولا بد من ضرورة صيانة وتعزيز الحريات الإعلامية، ورفض أي مبررات للتضييق عليها، باعتبار أنها ستكون أحد المؤشرات الصادقة على التحول الديمقراطي وفي طريق تحقيق التنمية البشرية المنشودة .

إعلام تنموي فعّال

للوصول الى دور اعلامي تنموي بشري ينبغي التركيز في الخطاب الاعلامي على عدّة قضايا مهمة منها :

  1. التعريف بالتحديات التي تواجه عمليات التنمية وبخاصة مشاكل الفساد الإداري والمالي.
  2. استحضارعناصر القوة والضعف وتحفيز القدرات البشرية والمهارات الفردية لتوظيفها في التنمية .
  3. بلورة الأفكار المتصلة بالتنمية البشرية ومزاياها وتعزيز دور القطاع الخاص في الإنتاج وخلق الوظائف وخلق ثقافة للوعي بالقدرات والطاقات البشرية التي تساعد على تفعيل المشاركة الايجابية  .
  4. متابعة التقدم المحرز في مجال التنمية البشرية، وكيفية معالجة مشكلة البطالة والقضايا الأخرى ذات الصلة بالسكان والقوى العاملة ومتطلبات سوق العمل.
  5. الاهتمام بقضايا البيئة وقضية التوافق بين النمو ولاعتبارات البيئية والاستخدام الرشيد للموارد .
  6. فتح باب النقاش بشأن القضايا التنموية، لإنعاش الوعي التنموي للمجتمعات العربية .
  7. وضع استراتيجيات وخطط آنية ومستقبلية للنهوض بالمستوى الفني للمنتج الإعلامي المحلي المقروء والمسموع والمرئي والالكتروني في ظل التدفق المطرد للمعلومات والتطورات التقنية العالمية .


ونختم بالقول.. بأن دور الإعلام المؤثر في التنمية البشرية قضية لا تحتاج إلى دليل على الرغم من جوانب التقصير التي ذكرت،  ويكمن الدور الريادي والفعّال بالتنسيق مع جميع الجهات من سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتعليمية، ورأي عام، وعلاقات عامة لتخطيط ورسم السياسات العامة للإعلام الذي يحفز ويوجه الى تنمية بشرية رائدة.

 وإعتماد سياسة التخطيط الإعلامي الشامل والمتكامل الذي يواكب دور الإعلام في تحقيق التنمية الشاملة والتكامل الاعلامي والتنموي مع مجمل المتغيرات وتحديد المتطلبات الضرورية لتنفيذ الأهداف المحددة والتركيز على القضايا الأخرى ذات الصلة، من خلال برنامج إعلامي مدروس وهادف واضح الرؤى يعزز مفاهيم التنمية البشرية ويؤكد على دور الاعلام في هذا الشأن.