الأربعاء، 9 أبريل 2014

"السبورة الذكيّة" وتطبيقاتها في تدريس المواد الإجتماعية


اعداد : محمد ابو سليم


عرفت "الوسائل التعليمية" تطوراً تكنولوجياً هائلاُ، ومع هذا التطور الكبير الذي تشهده التكنولوجيا الحديثة وظهور مفاهيم جديدة مثل التعليم الالكتروني، والتطور السريع في أجهزة الكمبيوتر، ظهرت الأفكار الإبداعية لتساعد على ظهور ما يسمى"السبّورة الذكيّة أو التفاعلية " .

وعند استعراضنا لأهمية "الوسيلة التعليّمية" والتي تعدّ من أهم أركان العمليّة التعليميّة لدورها المهمّ في إكساب المتعلّم الخبرات والمهارات لمواجهة الحياة، والمشاركة بإيجابيّة في خدمة المجتمع، نستنتج ان الوسيلة التعليمية الحديثة تساهم" في تنمية الثروة العقليّة للمتعلّم وتزوّده بالمفاهيم الصحيحة " .

وفي تعريف مفهوم "السبورة الذكية"،هي عبارة عن: "سبّورة بيضاء نشطة مصحوبة بشاشة تعمل باللمس، حيث يلمس المعلّم السبورة ليتحكّم في جميع تطبيقات الحاسوب (كالربط بشبكة الإنترنت)، كما يمكنه تدوين الملاحظات، ورسم الأشكال، وتوضيح الأفكار، وإظهار المعلومات، بالاضافة الى حفظ الدروس التي ينقلها المعلّم إلى أجهزة التلاميذ أو إرسالها إليهم عبر البريد الإلكترونيّ،كما يمكن تشغيل أيّ ملف وسائط متعدّدة لتقديمه للطلبة، ولها استخدامات وتطبيقات متعددة" .

وكما نعلم أن تكنولوجيا التعليم الحديثة تلعب دوراً كبيراً في عملية التعلم، من خلال رفع مستوى التعليم وتنمية العقل البشري، وتعتبر "السبورة الذكية" أحد أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي بدأ استخدامها يزيد بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة لأسباب كثيرة .

تكمن الأهمية التربوية للسبورة الذكية، في تأثيرها الواسع في نطاق سير العملية التعليمية, فهي تساعد على تسهيل العملية التربوية في المدارس من خلال إثارة الحوار والنقاش اثناء عرض الدرس، لانها تستطيع ان تجذب الانتباه وتجعل تركيز الطلاب قائم طوال المدة الزمنية للحصة الدراسية, فهذا يسمح للطلاب في زيادة النشاط والتفاعل، كما انها تساعد المعلمين على وضح خطة قبل البدء بالحصة من خلال الترتيب والتنظيم واضافة بعض الجماليات من الصوت والصورة, فهي تخدم جميع محتويات الدروس والمقررات الدراسية، بالإضافة إلى تطبيقاتها العديدة في مختلف المواد الدراسية.


دور السبورة الذكية في تنمية الاتجاهات الايجابية :

تعدّ ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ، ﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﻛﺴﺎب اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﻟﻔﻈﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻟﻔﻈﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت واﺣﺪة ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻼﻣﺢ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺤﻴﺎة.

ﻟﺬﻟﻚ، اكتسبت السبورة الذكية أهمية كبيرة في تنمية الاتجاهات الايجابية نحو الدراسات الاجتماعية، وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺎدّة ﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻄﻠﺒﺔ وإﻛﺴﺎﺑﻬﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻮل ﺑﺄذﻫﺎﻧﻬﻢ بشكل مناسب .

ﻳﻌﺮف "الإﺗﺠﺎه" ﺑﺄﻧﻪ عبارة عن: "ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ أو ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺘﺨﺬه اﻟﻔﺮد إزاء ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ، ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو ﺑﺎﻟحياد"، و"اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت": "ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ذﻫﻨﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺰوع واﻟﻤﻴﻞ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء واﻷﺷﺨﺎص".

وﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺔ "اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت الايجابية" ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ  اﻷﻫﺪاف وﺑﻨﺎء اﻟﺨﻄﻂ، وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺨﺒﺮة وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ  واﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻪ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺘﻪ وﺗﻴﺴﺮ ﻟﻪ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﻮﻓﻘﺔ دون ﺗﺮدد.

ووﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺣﺚّ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﺣﺴﺐ ﺷﻌﻮرﻫﻢ واﻧﻔﻌﺎﻟﻬﻢ وإﺣﺴﺎﺳﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻫﻨﺎ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﻌﻮرﻫﻢ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﻢ، وهذا ما تعززه السبورة الذكية في تدريس المواد الاجتماعية لدى طلبة المرحلة الابتدائية .

وﻗﺪ أﺳﻔﺮت دراسات عديدة عن أن اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﻄﻠﺒﺔ المرحلة الابتدائية ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً ﻧﺤﻮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﺒﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أﺷﺎرت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄن أﻏﻠﺐ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ أﻇﻬﺮوا اﺗﺠﺎﻫﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻳﻬﺎ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﻇﻬﺮوا ﻓﻴﻪ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮاﺋﻖ والوسائل اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺲ ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.

وهنا لا بد من الاشارة الى ملاحظات اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن (ﻫﺎدي ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻮاﻟﺒﺔ وﻫﺎﻧﻲ ﺣﺘﻤﻞ ﻋﺒﻴﺪات) عند اعداد دراسة خاصة معنية باﺗﺠﺎﻫﺎت ﻃﻠﺒﺔ المرﺣﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﻣﻦ ﺧﻼل اﻃﻼﻋﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺾ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، لاحظوا ان هناك اﺗﺠﺎﻫﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﺤﺘﻮى ﻫﺬه اﻟﻤﻮاد، وﻣﻤﺎ زاد ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت إﺣﺴﺎس اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻮﺟﻮد إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ، واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺎدة، وﻃﺮاﺋﻖ ﻋﺮﺿﻬﺎ وﺗﻘﻮﻳﻤﻬﺎ.

بالرﻏﻢ من أن ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ أن ﺗﻜﻮن اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وتواجد رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻣﻌﻠﻤﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮؤى واﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﻤﺄﻣﻮﻟﺔ ﺟﺮاء ﺗﺪرﻳﺲ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ .

ونستطيع القول ان استخدام السبورة الذكية في تدريس الدراسات الاجتماعية للمرحلة الابتدائية،  سيمكننا من تنمية اتجاهات ايجابية وفعّالة لدى الطلبة عن الدراسات الاجتماعية ، وذلك من خلال  :


عرض الدروس بطريقة مشوقة :
اذ تتمـيز السبورة الذكية باستثارة اهتمام المتعلم وإشبــاع حاجته كونها تعرض المادة بأساليب مثيرة ومشوقة وجذابة،كما تتيح هذه السبورة للمتعلمين الفرصة للتفاعل معها و المشاركة الفعالة في العملية التعليمية و بالتالي بقاء أثر التعلم.

تسجيل و إعادة عرض الدروس :
يمكن من خلال السبورة الذكية تسجيل وإعادة عرض الدروس بعد حفظه، بحيث يمكن عرضه على الطلبة المتغيبين، أو طباعة الدرس كاملاً للصف بدلاً من كتابته في الدفاتر.

حل مشكلة نقص كادر الهيئة التعليمية :
لا يخلو عـام دراسي من وجود نقص في أعداد المعلمــين في بعض التخصصات ،ولكن توفير هذه التقنيـــــة في المدارس التي تعاني من نقص في الهيئة التعليمية يمكنهم من التغلب على هذه المشكلة ،بحيث يمكن بواسطة السبورة الذكية إعادة عرض الدرس المشروح كاملاً من قبل معلم ما على صف آخر بعد تحميله في جهاز الحاسب الآلي الخاص بالسبورة أو في قرص CD بدلاً من إبقاء الصف لأشهر بدون معلم.

مواكبة تكنولوجيا العصر:
مواكبة العصر في استخدام التكنولوجيا, وللتكنولوجيا أهمية كبيرة في حياة البشر فهي جعلت الحياة أسهل و يتضح أثر التكنولوجيا في "السبورة الذكية", فـهي توفر على المعلمين والمتعلمين الكثير من الوقت والجهد، ومن خلال ذلك ساهمت التكنولوجيا بشكل كبير في تطوير عملية التعليم .

وسيلة رائعة في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة:
تخدم السبورة الذكية عملية تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة فالصور المستخدمة وكيفية تحركيها داخل السبورة تجذب انتباه المعاقين وتركز المعلومات في أذهانهم.

تجعل العملية التربوية اكثر مرونة :
في استخدام تقنيات ومصادر التكنولوجيا الحديثة وخاصة السبورة الذكية، فان المتعلم يستطيع ان يبذل جهد في جميع حواسة , فهو يستطيع ان يستخدم حاسة البصر ويرى الاشياء تتحرك عليها مثل عروض الفيديو، كذلك حاسة اللمس كاللعب في ادواتها باستخدام الايقونات , ومن ذلك تجعل هذه التقنية العملية التربوية اكثر سلاسة وتنظيم وثبات .

اما بخصوص المعلم، فإن السبورة الذكية تثير قدراً كبيراً من الحماس بين المعلمين أنفسهم، وتزيد من نشاطهم وقابليتهم على التدريس، وتسمح السبورة الذكية للمعلم استيراد الصور والفيديو التي تخدم درسه من ملفاته الخاصة أو من شبكة الانترنت.


السبورة الذكية ودورها في تنمية مهارات التفكير والابداع :

لقد بات واضحاً وبلا ادنى شك أن على مدارس المرحلة الابتدائية خصوصاً ان تتبنى هدفاً واحداً ومحدداً ، وهو تمكين الطلاب من أساليب التفكير وعملياته وأنماطه، من خلال عملية التعليم، اذ يحتم علينا التطور التكنولوجي والمعرفي الهائل، ان نتبنى وسائل واستراتيجيات ابداعية لتنمية قدرات الطلاب الفكرية.

وذلك لتزايد حجم المعرفة وضرورة التعامل معها بكيفية جديدة تتعدى المستويات الدنيا من القدرات العقلية، آخذين بعين الاعتبار ما فرضته عوامل العولمة من انفتاح عالمي على ثقافات الأمم والشعوب، والذي تمثل في الفضائيات وشبكة (الإنترنت) والغزو الثقافي الذي قضى على الحواجز الثقافية والسياسية والاقتصادية بين الشعوب.

عموماً فإن المدرسة الابتدائية تساهم في صقل شخصية الطالب، وفي تعديل سلوكه وتزويده بمجموعة من المهارات وأساليب التفكير الصحيح، لكي يستطيع أن يتكيف مع نفسه ومع الآخرين، والمدرسة بحكم وظيفتها الاجتماعية والتربوية، فإنها تعمل على إعداد الطالب بحيث يتميز بخصائص أهمها اكتساب مهارات التفكير المنظم، والقدرة على اطلاق احكام سليمة تجاه المواقف والقضايا التي يتعرض لها في حياته الدراسية، وفي حياته الخاصة ايضاً،  وتنمي قدرة الطالب على الابتكار والتصرف والرغبة الصادقة في حل المشكلات التي تواجهه .

*هناك اتجاهان يلخصان الممارسات التربوية لتنمية التفكير عند الطلبة بشكل عام، وهما: 

الإتجاه الأول، ويفترض أن أفضل وسيلة لتنمية تفكير الطلبة إنما يتم من خلال تطوير برامج خاصة لتدريس مهارات التفكير بمعزل عن محتوى المواد  الدراسية.

الإتجاه الثاني، يركز على ضرورة تضمين مهارات التفكير في المناهج الدراسية العادية، ثم العمل على تنميتها من خلال التدريس .

وسنتناول في بحثنا الاتجاه المعني بتضمين مهارات التفكير والابداع في مناهج الدراسات الاجتماعية، وسبل تنميتها وتطويرها عبر "السبورة الذكية" .

يتميز طالب المرحلة الابتدائية برغبته المستمرة في التساؤل، وفي التعرف على الأشياء والكائنات وكل ما يحدث حوله، لذا فإن المعلم يجب أن يستثمر هذه الرغبة لدى الطالب، فيعمل على تنميتها في الاتجاهات الصحيحة، من خلال أساليب الحوار والمناقشة والتحليل والاستنتاج والوصول إلى الحقائق، وحل المشكلات.

وحيث إن مناهج الدراسات الاجتماعية تتناول جانباً مهماً من الحياة ألا وهو الماضي والحاضر والمستقبل، لذا فإن تنمية التفكير في تلك الحياة بكل أبعادها هو أمر على درجة كبيرة من الأهمية .

اذ ان مناهج الدراسات الاجتماعية تمكن من المشاركة في بناء الشخصية السوية، وتحقيق المواطنة الفعالة، والمشاركة الديمقراطية بما تحتويه تلك الدراسات من محتوى علمي يعمل على تنمية تفكير المتعلمين من خلال إثراء المواقف التعليمية وجعلها نابضة بالحياة، بحيث تثير اهتمامهم وتشجعهم على التفكير .

ونرى ان "السبورة الذكية" قد جذبت اعداد كبيرة من طلبة المرحلة الابتدائية عندما طبقت عليهم في احدى المدارس, فهم يرونها مجال جديد في تجربة الاشياء التي تمدهم بالمهارة والمقدرة على التعامل من خلال الربط بين الاجزاء، والتفاعل مع الوسائط المتعددة والحديثة .

بالاضافة الى ان "السبورة الذكية" تعمل على تحفيز الطلاب على المشاركة والتفاعل في الحصة الدراسية،  وتقضي على حاجز الخجل عندهم، أي عندما يرى الطلاب الخجولين تفاعل زملائهم مع السبورة الذكية تخلق لديهم رغبة في كسر حاجز خجلهم , فكل ما يحتاجونه هو لمسة إصبع وتتم العملية بسهولة, وبذلك لن نجد طلاب خجولين في اي صف يحتوي على "سبورة ذكية".

تؤكد الدراسات التربوية على أن أنماط سلوك المعلم التي تعزز تفكير الطلبة داخل الصف يمكن تصنيفها الى أربعة مجالات :

1)    التساؤل: فالأسئلة ما هي إلا أدوات عقلية يستخدمها المعلم لاستمرار أنماط سلوكية مرغوبة من الطلاب .

2)    التنظيم: الطريقة التي يضبط بها المعلم مصادر البيئة الصفية .

3)    الاستجابة: مدى استجابة المعلم لتساؤلات الطلاب وتفاعلهم .

4)    النمذجة: إتقان المعلم للمهارات المرتبطة بالقدرة على إثارة وتعزيز نزعات الاستقصاء وحب الاكتشاف والنقاش من خلال التنويع في مستويات الأسئلة بحيث تشمل المستويات العقلية المختلفة وطرح الأسئلة الموضحة والسابرة التي تُوجد "حالة الوعي والتفكير" لدى الطلبة.

وفي ضوء ما سبق، سنستعرض بعض تطبيقات "السبورة الذكيّة" في تنمية مهارات التفكير والابداع :

للسبورة الذكية العديد من التطبيقات في المجال التربوي, والتي تخدم العملية التعليمية للوصول للأهداف التعليمية المنشودة, وقد أشار العديد من الباحثين إلى تطبيقات "السبورة الذكية"، والتي يمكن الاستفادة منها بشكل فعّال ومفيد في تدريس المواد الاجتماعية، وفي تنمية مهارت التفكير والابداع لدى الطلبة، منها :

1.     إستخدام الصور و برنامج العروض التقديمية في عرض المواد الاجتماعية بطريقة سهلة وممتعة .
2.     إستخدام القصاصات الفنية, والمخططات, والرسوم البيانية .
3.     استخدام برنامج الألعاب قبل بدأ الإمتحانات وذلك عن طريق تسجيل أجوبة الطلبة ومن ثم تحليل الأجوبة من خلال الإمتحانات .
4.     تطبيق بعض عمليات التبويب والتصنيف بإستخدام شبكة برامج اللوحة التفاعلية بكل سهولة .
5.     البرامج الملهمة في السبورة الذكية مثل "الفيديو"، ودورها في ادخال عناصر التشويق والاثارة لدى الطلبة في مراحل الدراسة الابتدائية .

وتتميز السبورة الذكية باستخدامها لبرامج الكمبيوتر، فهي يمكنها استخدام معظم برامج (Microsoft office)، وهذا يعني قدرتنا على تفعيل الفيديو والصور والعروض التقديمية والصور المتحركة والتحكم بها، كما لا ننسى إمكانيتها في استخدام شبكة الانترنت وتدعيم الشرح من خلال هذه الشبكة لترسيخ الأفكار والمعاني والمعلومات في أذهان الطلاب، وأيضاً إفادتها لطلاب "صعوبات التعلم" في المرحلة الابتدائية.


أبرز إيجابيات وسلبيات السبورة الذكية :

بالتزامن مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي نشهده وكذلك التطور في وسائل الإتصالات والمرئيات، بدأ استخدام السبورة "التفاعلية الذكية" ،التي ظهرت لأول مرة بداية عام 1991م، ينتشر أكثر وأكثر وأصبح الاعتماد على السبورات التقليدية، من سبورات طباشيرية أو سبورات بيضاء أقل.

حيث بدأت معظم المدارس والمؤسسات التعليمية الكبرى بإستبدال لوحات العرض التقليدية بمختلف أنواع السبورات الذكية والتفاعلية لما لها من فوائد تعليمية متعددة لكل من المعلم والتلميذ على حد سواء .

ما سنتحدث عنه عبارة عن قفزة ترتقي بمستوى التعليم لدينا، فنحن هنا نهتم بالمتعلم أولاً، والذي هو من واجب كل معلم، لكي نعمل على تحقيق الأهداف العملية التعليمية بشكل فاعل ومتميز.

إن "السبورة الذكية" بالاضافة إلى جانب كونها تطوّر تكنولوجي في طريقة وآلية العملية التعليمية، فإن لها من الايجابيات والمميزات الكثيرفي تدريس المواد الاجتماعية، نلخصها فيما يلي :


·        تمكّن من تفاعل جميع المتعلمين مع الوسيلة التعليمية، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخدام الوسيلة التعليمية، الأمر الذي يترتب عليه بقاء أثر التعلم، وبالتالي تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند الطلاب .

·        التقليل من تشتت الطلاب حيث أن التركيز سيكون موجهاً لفهم المواضيع المشروحة، ورفع درجة انتباه الطلاب وتفاعلهم مع الدرس، وأيضا الرغبة للخروج إلى السبورة والمشاركة الفاعلة، إذ أن عملية التفاعل التي توفرها السبورة الذكية، تزيد من قدرة الطلاب على حفظ المعلومات وفهمها بالشكل الصحيح بطريقة علمية عملية، وعرض المعلومات بشكل شيق وممتع .

·        وأيضاً تساعد في توسيع خبرات المتعلم عن طريق بناء المفاهيم واستثارة اهتمامه وإشباع حاجته للتعلم لكونها عرض المادة بأساليب مشوقة وجذابة، مما يحقق المتعة والتنوع المطلوبين في مواقف التعلم بالنسبة للطالب.

·        بالاضافة الى التقليل من عامل الكسل والملل عن الطلاب وترغمهم على الانخراط والمشاركة في فعاليات الصف، وتشجعهم على الرغبة بالعمل الجماعي و تبني علاقة ما بين المعلم والتلاميذ، وايضاً تساعد المعلم على حرية التفاعل وتتيح المناقشة بين الطلاب في الفصل الدراسي.

·        ناهيك عن أن استخدام "السبورة الذكية" يقلل من استخدام المعلمين لأنواع مختلفة من الطباشير والأقلام التي قد تسبب أمراضاً مختلفة على المدى الطويل لدى بعض المعلمين.

·        ولا نغفل عندما نتحدث عن ايجابيات "السبورة الذكية"، الحديث عن تعدي حدود الزمان والمكان حيث يمكن التعايش مع ما حصل في الماضي مثل: (المعارك) ومشاهدة ما يحدث في الوقت الحاضر مثل : (الاحتراق في التجارب العلمية)، وكذلك رؤية ما يتوقع حدوثه في المستقبل مثل: (مشاهدة حالات التصادم الشمسي، مشاهدة نتائج السرعة في السيارات الحوادث)، بالاضافة الى تجنب المخاطر التي من الممكن أن تحدث عند الخروج إلى أرض الواقع لدراسة إحدى الظواهر الطبيعية وكذلك تجنب سوء الأحوال الجوية .

إلى جانب ذلك، يشير الباحثين إلى وجود مجموعة من "العيوب والسلبيات" يمكن أن تؤثر في عملية تطبيق استخدام السبورة الذكية / والمصادر التكنولوجية عموماً نذكر منها:

·        تكاليف شرائها مرتفعة، وتحتاج لصياة دورية بالإضافة الى ارتفاع تكاليف الصيانة .
·        عدم قدرتها على التعامل مع بعض اللغات، مثل: (تحويل الكتابة بشكل يدوي إلى نص يمكن أن يتعامل معه الحاسوب)، بالاضافة الى صعوبة استخدام اللغة في برنامج السبورة الذكية حيث لم يتم ادراج اللغة العربية بشكل كامل .
·        عدم توفر مراكز عدّة للصيانة بل هي قليلة ومحدودة.
·        تحتاج إلى تدريب عالي المستوى حتى يتمكن المعلم من استخدامها بشكل فاعل.
·        التركيز على الجانب المعرفي أكثر من الجانب المهاري.
·        قد تكون سبباً في إهدار الوقت لمن لا يتقن مهارة استخدامها من المعلمين.
·        قد تهدد من نسبة الأمان في الصف من ناحية التوصيلات الكهربائية ما لم تؤمن بشكل جيد .
·        تعد كذلك من السلبيات اذا لم يضع المعلم خطة بديلة في حال "انقطاع الكهرباء".


بناءً على ما تقدم، يتضح لنا أهمية استخدام "السبورة الذكية" كوسيلة تكنولوجية حديثة للتعليم والتواصل بين مكونات العملية التعليمية، كونها تمتلك العديد من الميزات والمحاسن ،ومهما استطردنا في الحديث والشرح عنها فإننا لن نتمكن من إيصال الصورة كاملة عن الأهمية الكامنة وراء استخدامها مقارنة بجملة العيوب التي تطرقنا إليها.

إننا بالفعل بحاجة لمثل هذه الوسائل التعليمية الحديثة لمواكب التطور العلمي، والإسهام في بناء جيل واعٍ ومنتج، إلّا أن هناك مؤشرات في بعض هذه الدراسات على أن تكنولوجيا التعليم تكون أقل فاعلية، أو عديمة الفاعلية، إذا كانت الأهداف التعليمية غير واضحة، والتركيز على استخدام التكنولوجيا مشتتًا.


وتبعًا لما تقوله الدكتورة (مارتا ستون ويسكي)، المدير المشارك لمركز تكنولوجيا التعليم في كلية هارفارد لدراسات التربية والتعليم العليا: "فإن إحدى الصعوبات الدائمة في مجال تكنولوجيا التعليم والتعلم أن العديد من الناس يفكرون بالتكنولوجيا أولاً، ومن ثم بالتعليم"!.


المراجع :

1.     د. غدنانه سعيد المقبل البنعلي، مهارات التفكير في تدريس مناهج الدراسات الاجتماعية للمرحلة الابتدائية بدولة قطر .
2.     أحمد عبد الحميد الحنيان (1999) 0 تطور في برامج الوسائط المتعددة، آفاق الإنترنت،السنة الثانية عشر، العدد 11،فبراير.

3.     سهيل زخور(2000)0 التعليم عبر الإنترنت،مجلة إنترنت العالم العربي .السنة الثالثة،العدد الرابع،الألفية الثالثة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق