الأربعاء، 9 أبريل 2014

الدراسات الاجتماعية وإسهامها في نشر الوعي السياحي لدى الطلبة في الأردن




اعداد : محمد ابو سليم


تعتبر السياحة في الأردن من أهم الأعمدة الرئيسية للإقتصاد، حيث يعتبر "القطاع السياحي" أحد مصادر الدخل القومي، بالإضافة إلى إنها توفر فرص عمل لقطاعات كبيرة من الشباب في هذا المجال، ويعود ذلك إلى كثرة المواقع الأثرية والسياحية في الأردن وتنوعها .

وأيضاً تعتبر السياحة من العلوم الاجتماعية، حيث أنها تتعلق بالإنسان وحاجاته ورغباته، ولأهمية السياحة في مجال التنمية الشاملة في الأردن باعتباره قطاعاً إنتاجياً هاماً ،لذا يجب تحقيق عملية التوازن على صعيد الشروط المادية والمعنوية لهذا القطاع.

فالشروط المادية، تتمثل بعوامل الجذب: (الطبيعية، والصناعية، والتسهيلات المقدمة والبنيّة التحتيّه والفوقيه والسوق)، أما الشروط المعنوية: فتتركز بشكل رئيسي في عملية "الوعي السياحي" لدى المواطن في العموم بإعتباره العنصر المهم والأساسي في عملية التنمية من جهة، ومعيار حقيقي  لمرحلة الرقي والتقدم الحضاري لمجتمعنا من جهة أخرى.


أهمية الوعي السياحي

من البديهي أن درجة نجاح السياحة وتطورها في أي بلد يتوقف على مدى إرضاء السياح عند زيارة هذا البلد، وقد أظهرت البحوث التي تمت في هذا المجال أن ركنا هاماً من رضا السياح ينتج عن سلوك المواطن تجاه السياح ومدى ترحيبه بهم، وعدم استغلالهم.

وتشكل صناعة السياحة في الأردن عنصراً رئيسياُ في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وطنية شاملة،وذلك من خلال إيرادات العملات الصعبة، وتقليل البطالة وتوفير فرص العمل، ونجد أن إيرادات الصناعة السياحية تعادل إيرادات الصناعات والموارد المعدنية وقطاع الزراعة، وهذا يعزز دور قطاع الصناعة السياحية، وأداة تنمية رئيسية لتعزيز الاقتصاد الوطني.

من جهة اخرى، نرى ان هناك العديد من الدراسات والابحاث العلمية الحديثة، خلصت إلى أن مناهج التربية الوطنية والاجتماعية لمرحلة التعليم الأساسي في الاردن كان لها دور مهم في نشر الوعي بأهمية السياحة والمعالم الحضارية الأردنية، حيث تضمنت غالبية المناهج معلومات وصوراً وخرائط لغالبية المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في الاردن .

وأشارت دراسة علمية أجراها أستاذ التاريخ في جامعة مؤتة الدكتور محمد نايف العمايرة، إلى أن مناهج المبحث تشكل وسائل هامة ومهمة في نشر الوعي السياحي في الأردن، من خلال ما تضمنته من معلومات ومفاهيم سياحية جاءت متكاملة في جميع تلك المناهج.

وأوضحت الدراسة بأن أكثر من 85% من المفاهيم والمعلومات السياحية قد تركزت في مناهج التربية الوطنية والمدنية، في حين بلغت 10% لمناهج الجغرافيا وحوالي 5% لمناهج التاريخ، معزية سبب التفاوت هذا إلى أن طبيعة المنهاج لكل مبحث تختلف عن الآخر على الرغم من أن الكتب الثلاث تندرج تحت اسم التربية الاجتماعية والوطنية.

وأوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في توزيع المفاهيم السياحية بحيث تشمل جميع الكتب المدرسية وبنسبة معقولة في كل صف، مقترحة أن يتم وضع صور لبعض المعالم السياحية الأردنية في منهاج الصف الأول الأساسي وبقية الصفوف الأساسية الدنيا والتي جاءت المفاهيم فيها أقل نسبة من الصفوف العليا، إضافة إلى التنوع والتدرج في ذكر المفاهيم السياحية بحيث تشمل جميع المراحل الدراسية.

وفيما يلي سنعرض مثالاً من مقرر التربية الاجتماعية والوطنية يرسخ الوعي السياحي لدى طلاب الصف الثاني الابتدائي :

فقد تناولت الوحدة الثالثة من مقرر التربية الاجتماعية والوطنية (الجزء الأول)، للصف الثاني الابتدائي،  والتي كان عنوانها (البلدة وسكانها) وخصوصاً في الدرس السادس ( الآثار في بلدي )، المعالم السياحية والحضارية في الاردن .

واحتوى الدرس على صور متنوعة من الآثار والمواقع السياحية، بالاضافة الى أسئلة تعريفية وأنشطة
(رسم وتلوين)، تميّز الآثار والمواقع السياحية عن غيرها من المباني في الاردن .

بالاضافة الى تضميّن الدرس توجيهات تدل الطالب على السلوكيات الصحيّة والغير صحيّة، عن طريق الصور، ووضع إشارة ( صح) او (خطأ) تحت السلوك المعين .

وتضمّن الدرس أيضاً الارشادات والتعليمات اللازمة لعمل "لوحة حائط" تمثل الآثار الموجودة في الأردن، تحت اشراف المعلم وتوجيهه .

ومن هنا تتجلى أهمية دور المواطن في تطوير السياحة وتعزيزها نظراً لكون المواطن الجزء الأساسي في عملية البناء والتنمية الشاملة، وفي تقدم المجتمع وتطوره، وعلى المواطن ثمة مسؤوليات ومهام تتمثل بأشكال متعددة وعبر وسائل مختلفة.

ولأن التعليم الأساسي منوط به دور كبير ومهم في عملية تطوير وتنمية الوعي السياحي لدى طلبة المدارس من خلال الاهتمام بالمواقع والكنوز الأثرية الموجودة في مختلف مناطق الأردن، والنظر إليها باعتبارها ثروة وطنية وقومية مهمة، والتركيز على تسليح الطلبة بسلوكيات ايجابية وحضارية، تتماشى مع وعي سياحي حضاري راقي، يعود بالنفع على المجتمع برمته.


نجد ضرورة إيجاد الوعي السياحي لدى المواطن عموماً وطلبة المدارس الابتدائية خصوصاً، حيث أن عملية تطوير السياحة لا يتوقف مسارها على القطاعين العام والخاص، وإنما يتعداه إلى طالب المرحلة الاساسية، فالسياحة مرتبطة بسلوكيات الأفراد، ولن تنهض السياحة وتزدهر إلا إذا حضنها المجتمع ككل.

المراجع:

1.مركز الرأي للدراسات / اسهام مناهج التربية الوطنية في نشر الوعي بالأماكن السياحية / جامعة مؤتة الدكتور محمد نايف العمايرة .


3.مقرر التربية الاجتماعية والوطنية (الجزء الأول)، للصف الثاني الابتدائي 

هناك تعليق واحد: